نوع العمل: رحلة تربوية
مع متعلمي المستوى الخامس ابتدائي
مدرسة الشهيد لخضر بوعمرة/ مقاطعة بومدفع1 – ولاية عين الدفلى /الجزائر
أنا أ. عائشة بن تامي، وأقوم بالتدريس للصف الخامس، يسرني أن أشارك معكم هذه الدراسة وهي رحلة تربوية تقود المتعلم من خلال تجربة معايشة نشطة عميقة مؤثرة وإيجابية هدفها: أن يتعلم المشارك بممارسة كيفية إعادة تدوير بعض النفايات المنزلية والتحقق من أنه يمكن لهذه النفايات أن تصير ثروة، وأن يعايش فيها نشاطات يومية بيتية وصفية، ويمارس خلالها نشاطات تدوير يدوية حسب قدراته، وبدورها تمكنه من اكتشاف هذا العالم الذي يسمح له أن ينمي مواهبه، ويفعلها بكيفية مختلفة تقوده إلى بناء أفكار إبداعية يمكن تنفيذها في حياته مستقبلا.
مخرجات الرحلة:
مخرجات وجدانية: يستشعر المتعلم بالسعادة والإنجاز في إعادة التدوير وتمكنه من صناعة لعبه بنفسه و صناعة أشياء يحتاجها فيفرح لذلك.
مخرجات معرفية: سيثبت عدة معارف كرسمه للأشكال الهندسية واستعمال القياسات المناسبة للتغليف وقياس الأطوال معرفة خصائص المواد المختلفة.
مخرجات مهارية: سوف يكتسب مهارات عديدة في القص وجمع الأجزاء بأساليب مناسبة.
القيم: الاقتصاد وعدم التبذير، التواضع والاعتماد على النفس، التعاون والثقة في النفس، الاحترام وتقدير قيمة العمل اليدوي بصفة عامة.
تسمح هذه التجربة للطفل أن يختار بكل حرية ما يريد إنجازه، كما يتحدث عن ذلك الإنجاز أمام زملائه، وبعد إتمامه لإنجازاته تؤخذ له صورة معها ويمكنه التحدث عنها أيضا مما يزيد من الاحتفاء بالطلاب وإنجازاتهم، ثم يتم جمع الصور في فيديو يرسل على مجموعة القسم (مسنجر) أثناء عمل الطفل و أثناء عرضه لإنجازه، ويمكن أيضًا للمعلمة تقييم العمل والتحقق من اكتساب المتعلم للمعارف و المهارات كالقياس والدقة في رسم الأشكال ومن خلال حديثه كما تتمكن من معرفة اكتسابه للقيم كذمة للتبذير واحترامه لعمال النظافة وإعجابه بحرفة معينة.
ومن مميزات هذا النشاط أيضًا أن يكون المتعلم حرًا في اختيار مشروعه وتترك له الحرية ليغير ويبدع ويضع بصمته الخاصة حيث تترك له المعلمة الكلمة ليتحدث عن إنجازه بكل حرية أمام زملائه، وربما يختارون نفس النموذج مثل صناعة كأس بقارورة بلاستيكية لكن لكل واحد منهم إبداعه الخاص سواء من خلال إضافة أو إزالة أو حتى تبديل.
ومن بعض هذه الأمثلة:
هدى: استعملت شريطا من أزهار بيضاء للتزيين.
بثينة: قامت بصبغه بالأحمر والأخضر وزينته بأشرطة دونتال.
أنفال: اختارت أن تزينه بوجه باسم.
مريم: رصعته بالأزهار و ربطته بشريط حريري شكلت منه زهرة.
آلاء: كانت بصمتها أن تضع عليه أول حرف من اسمها.
تطبيق مبدأ الحدث الاجتماعي:
قبل انطلاق الرحلة، قمت بتقسيم المتعلمين إلى مجموعات ومن ثم أرسلت صورًا على مجموعة القسم لتعريف المتعلمين بالموضوع وجذب انتباههم لما يمكن تحصيله من خلال تدوير النفايات، ولما حضروا إلى جانب النص المنطوق ” إعادة التدوير ” تم عرض مجموعة من الأعمال التي يمكن إنجازها عن طريق إعادة تدوير مثل تدوير النفايات المنزلية لتنشيط أفكارهم الإبداعية، وتم عمل مسابقة لاختيار المشاريع في جو يملأه الحماس، وبعد تحضير اللوازم تم الانطلاق في تنفيذ المشاريع في جو من الفرح و المتعة.
تطبيق مبدأ الروح الإيجابية:
تم التعامل مع المتعلم بكل روح إيجابية حيث قمنا بتقديم الملاحظات الإيجابية والتعامل مع جميع المواقف بإيجابية، فإذا غير أحدهم رأيه واختار فكرة أخرى، لا نمنعه أو نلومه لأنه ضيع الوقت والجهد بل نشجعه و نبدي إعجابنا بالفكرة الجديدة، ونسمح لهم بإتمام الأعمال في البيت وتوجيه الملاحظات الإيجابية لهم إذا شاركوا أعمالهم على مجموعة القسم، وحافظنا أيضًا على التحفيز وجذب انتباه المتعلم عن طريق عرض صور لألعاب جميلة مصنوعة عن طريق إعادة تدوير النفايات المنزلية مع الإيحاء للمتعلم بقدرته على إنجازها.
قمنا أيضًا بتحفيز المتعلمين عن طريق التقاط صورة محفزة للمتعلم الذي أتم إنجازه لتعرض على مجموعة القسم وكذا عرض إنجازه في معرض القسم بالإضافة إلى الملاحظات الإيجابية المقدمة من طرف المعلمة وعبارات الإعجاب من طرف الأقران مما يحفز بقية الزملاء على الإقبال على التجربة.
دعم المتعلمين للاندماج في الرحلة:
لقد استطاع المتعلمون الاندماج في المشروع إلى حد أنهم أضافوا أفكارًا جديدة مبدعة ووضعوا بصماتهم في كل إنجاز، ومراعاة لحالة المتعلم، اهتممنا بتشجعيهم على الانجاز المشترك والعمل التعاوني بين الزملاء من أجل الدعم واكتساب الثقة في النفس والتفاعل، وكما تم أيضًا مراعاة الفروق الفردية.
يتم العمل على هذه المنتجات عبر مراحل مختلفة:
– يتم تنبيه المتعلم بأهمية إعادة التدوير خلال دراسة النص المنطوق المبرمج.
– يتم عرض صور لمنتجات تم إعادة تدويرها من النفايات على المتعلمين.
– يتفاعل المتعلمون حول هذه الصور ويبدون إعجابهم ورغبتهم في صناعة مثلها.
– يكون المتعلم على جاهزية نفسية عالية للإنجاز فيبدي رغبته في ذلك و يبدأ في السؤال عن المواد المسترجعة اللازمة و هل يمكنه استبدال شيء بشيء آخر و هنا يأتي الإبداع و الإبتكار.
-تأتي مرحلة الإنجاز التي تتم بعد الجاهزية المادية فيتم العمل في جو تفاعلي تعاوني ممتع داخل قاعة الدرس أو خارجها حسب رغبة المتعلم و نوع إنجازه..
-ثم تبدأ مرحلة التقييم التي تكون بعرض المنتج بعد إكماله فيبدي الجميع رأيه بإيجابية مع تقديم الملاحظات للتحسين و التشجيع للمواصلة.
وكانت خطوات يوم عرض المنتجات كالتالي:
يعرض كل طالب مبتكر إنجازه في إعادة التدوير على زملائه ومعلمته، ويشرح لهم كيف استخدم النفايات لتحويلها إلى شيء مفيد، نترك مساحة للزملاء بمشاركة أسئلة وتفاعلاتهم والحمدلله كانت هنالك أسئلة وتفاعلات بناء ومفيدة ومشاركات تسأل عن كيفية الإنجاز والمواد المستخدمة.
كانت ردود الفعل إيجابية جدا للجميع حيث عبر الجميع (الزملاء والمعلمة) عن إعجابهم بالإنجازات المحققة وشاركوا مشاعرهم عن أنه كيف كانوا يرغبون في تجربة صناعة مثل هذه المنتجات، وقامت المعلمة بشكر أصحاب الإنجازات على جهودهم وتشجيعهم على المزيد من الإبداع.
وخلال هذه االرحلة، قام المتعلمون بصناعة حاملات أقلام، كؤوس ،لعب بكيفيات مختلفة. وأحيانًا يتم تنفيذ نفس الفكرة لكن بإبداع بسيط سواء إضافة أو تغيير أو حذف كي يجعل المنتج يبدو مختلفا بحيث لا يمل المتعلمون من تكرار نفس النموذج بكيفيات مختلفة مما يجعل التفاعل يختلف لدى الأقران و ينمي دقة الملاحظة و يوسع الأفكار. تحدث المتعلمون عند عرضهم لمنتجاتهم أمام الزملاء عن ماذا استعملوا وكيف أنجزوا. مما يعني أن أصحاب النماذج المتكررة اكتفوا بالمقارنة وذكر ما تشابه وما اختلف وكذا انطباعاتهم.
تمثل الرحلة تجربة تعليمية شاملة حيث تظهر مهارات المتعلم وإبداعاته من خلال تطبيقه لمعارفه السابقة في إنشاء مشاريع عملية وفعالة في الحياة الواقعية. وتحقق ذلك من خلال تقديم أمثلة ونماذج تطبيقية تعمل على ربط التعلم بالواقع، مثل إنشاء لعبة أو تحفة لتزيين البيئة أو صنع وسيلة فعالة كحاملة أقلام. ومن خلال رحلة “من نفاياتي أصنع لعبتي وأجمل بيئتي”، يتم ربط التعلم بالواقع، مما يمكّن المتعلم من اكتشاف مهاراته ومواهبه وتطويرها.
خلال الرحلة، يمر المتعلم بتجربة معايشة تساعده على تطبيق المعارف والمهارات التي اكتسبها، وتمكّن المعلمة من متابعته ومساعدته في التغلب على التحديات وتطوير نقاط قوته. تركز هذه التجربة على تطبيق المعرفة في الواقع، حيث يمكن للمتعلم صنع لعبة أو تحفة أو وسيلة تستفيد منها بشكل عملي، وهذا يسمح له بالاكتشاف والابتكار.
تأثير هذه التجربة على المتعلم كان فعالًا جدًا، حيث تمكّن من تطبيق ما تعلمه في حياته اليومية وتعمق في معرفته بعد أن تحولت إلى تجربة حياتية تترك أثرًا في الواقع. بفضل هذه التجربة، استطاع المتعلم التحكم بمهاراته بشكل أفضل وتوظيفها بطريقة تناسب الحاجة، كما اكتشف احتياجاته المعرفية وتمكّن من تطبيق القيم الهامة التي ستستمر معه لأنه عايش فوائدها وأهميتها في حياته.