تطبيق مجالات إطار فيرست في حصّة اللغة الفرنسية – قصة أثر بقلم الأستاذة دينا سعيد عبد الغني

اسمي دينا سعيد عبد الغني، ميسرة لغة فرنسية من محافظة الاسكندرية في جمهورية مصر العربية. أتمتع بخبرة ١٢ عاماً في مجال التربية والتعليم. بعد معايشة رحلة تأهيل الميسر لاستخدام إطار فيرست قمت بتصميم وتيسير تجربة معايشة متعلم نشطة عميقة باستخدام إطار فيرست. ووثقت نتائج وأثر هذا التطبيق على تيسيري وعلى المتعلمين. 

الموضوع والمخرجات:

تناولت الرحلة درس “تكوين الجملة” في اللغة الفرنسية وجاءت مخرجات التعلم على الشكل التالي:

المخرجات الأساسية:

مخرج وجداني:

أن يستشعر أهمية إنشاء جمل صحيحة المبنى والمعنى في اللغة الفرنسية.

مخرج مهاري:

أن يكتب جمل صحيحة المعنى والمبنى في اللغة الفرنسية.

مخرج معرفي:

أن يعرّف الجملة وأركانها.

المخرجات الموازية:

مخرج وجداني:

أن يستمتع في حصة اللغة الفرنسية.

مخرج مهاري:

أن يطور مهارات العمل الجماعي والتواصل وحل المشكلات.

مخرج معرفي:

أن يعدد عدداً من المفردات الجديدة التي تعلّمها بينما يركب الجمل.

نبذة عن المتعلمين:

– عدد المتعلمين: ٢٥ متعلم.

النوع: مختلط (ذكور واناث)

الفئة العمرية: 8-9 سنوات

القسم: الاعدادي

المدرسة: مدرسة الاسكندرية للغات قسم الاعدادي ناشونال

التصميم: 

           تطبيقاً لمجالات إطار FIRST-ADLX، صممت رحلة تعلم تضمنت لقاء متزامناً واحداً وتفاعلين غير متزامنين: الأول قبل اللقاء المتزامن والثاني بعده. فعّلت ما عايشته في رحلات فيرست فصممت مجموعة من الأنشطة التعلمية وأنشطة المعايشة مراعية لمستوى الطاقة للمتعلمين، فتتابعت الأنشطة بتسلسل وانسيابية مما انعكس على تفاعل المتعلمين واندماجهم. 

تسلسل الأنشطة:

تفاعل غير متزامن قبلي (قبل اللقاء)

نشاط افتتاحي: تعرفت من خلاله على المتعلمين 

نشاط تعلمي 1: ترتيب البطاقات على اللوح في مجموعات للحصول على جمل تامة المعنى.

نشاط تعلمي 2: يكتب المتعلمون جملاً تامة حول حياتهم اليومية.

نشاط ربط وتلخيص: يكرر المتعلمون ما تعلموه خلال الحصة وأقوم بعملية سحب للمخرجات من كل نشاط.

مهمة (تفاعل غير متزامن) بعدي (بعد اللقاء)

تطبيق مجالات فيرست: 

تطبيقي لمجالات FIRST-ADLX Framework  لم يقتصر على التصميم بل تعدّاه الى التيسير، فقمت بالعديد من الاجراءات لتطبيق المجالات الخمس: 

  

المجال الأول: التركيز على المتعلم

تفعيلاً للمجال الأول من الإطار، قمت كميسرة بالتعرف على المتعلمين عن قرب. كما أنني حفظت أسماءهم وكنت أحرص أن أناديهم بها خلال اللقاء للتركيز على كل متعلم وتعزيز تعلمه. كما تخلل رحلة التعلم مجموعة متنوعة من الأنشطة وأنماط تفاعل متنوعة حرصاً على أن يجد كل متعلم ما يحب القيام به. فمن يفضل العمل الفردي اتيحت له الفرصة لذلك، ومن يفضل العمل الجماعي فقد سنحت له الفرصة للتفاعل مع المجموعة، أما من يفضل التفاعل مع الميسر والتعلم عبر المناقشة والمساءلة فلقد وجد فرصته أيضاً ليسأل ويناقش ويجيب.  ولتعزيز شعور المتعلمين بالثقة، قمت بالبناء على مشاركاتهم وسحب منهم تجاربهم السابقة.

 

المجال الثاني: التفاعل الإيجابي أثناء تجربة المعايشة

لتطبيق هذا المجال، قسمت المتعلمين الى مجموعات صغيرة مختلفة في كل نشاط كالنشاط التعلمي الأول ونشاط الربط والتلخيص، وتابعت عملهم ضمن الفرق وقمت بتحفيزهم وتشجيعهم ودعمهم لإتمام المهمات. كما حافظت على جو من المرح مما عزز البيئة الأمنة لكي لا يخاف المتعلمون من التعبير عن أنفسهم. فشاركوا ما يجول في أذهانهم دون خوف وأبدعوا في ذلك.

 

المجال الثالث: مراجعة الأنشطة باستخدام نموذج RAR

حرصت على تطبيق الأجزاء الثلاث لنموذج رار خلال أنشطة التعلم، فوضحت التعليمات وتأكدت من جاهزية المتعلمين الذهنية والبدنية والنفسية في مرحلة زيادة الجاهزية،  وتابعت المتعلمين وتحقّقت وقوّمت في مرحلة التيسير، كما أنني يسرت تفكّر المتعلمين فيما تعلموه وعزّزت مخرجات التعلم والمغزى من كل نشاط في مرحلة المراجعة النشطة.

 

المجال الرابع: التسلسل والانسيابية أثناء تجربة المعايشة

في هذا المجال، قمت بالتركيز على تسلسل الأنشطة والتفاعلات خلال التجربة كاملة منذ بدايتها وحتى نهايتها، وكنت مع حرصي على تصميم أنشطة بسيطة ممتعة مراعاة للفئة العمرية مدركة لأهمية عمق تجربة المعايشة فصممت لتجربة معايشة متعلم نشطة عميقة (عميقة الأثر).

 

المجال الخامس: تحول التعلم الى أداء واقعي ملموس

وختاماً، تطبيقاً للمجال الأخير، قمت بربط المعلومات بالواقع فدعوت المتعلمين لتأليف جمل حول أمور يقومون به في حياتهم اليومية أو ربطها بجمل أخرى ولغات أخرى ذلك ليسهل عليهم تذكر تركيب الجملة وتأليفها بشكل سليم.

 

أثر تطبيق مجالات اطار فيرست على المتعلمين

– لاحظت خلال متابعتي للمتعلمين أن كل متعلم أصبح قادراً على تعريف الجملة وتكوين جمل تامة المعنى والمبنى في اللغة الفرنسية، وهذا يبرهن تحقق المخرجات المعرفية والمهارية.

– اظهر المتعلمون اندماجاً واستمتاعاً خلال الرحلة مما يؤكد تحقق المخرجات الوجدانية، حتى أنهم أظهروا اندهاشاً لانتهاء الحصة عندما رن الجرس فعلق أحدهم: “هل انتهت الحصّة بهذه السرعة؟”

– ساعدت المراجعة النشطة المتعلمين على التأمل فيما تعلموه واستخلاص الدروس وعززت عملية التعلم.

– شعر المتعلمون بالثقة بالنفس وتجاوزوا شعورهم السابق بصعوبة المادة واللغة.

– ساعدت التفاعلات قبل وبعد اللقاء على تحول التعلم الى أداء واقعي ملموس فأكمل المتعلمون ما بدؤوه بعد اللقاء و تجهزوا له قبله.

– وصف المتعلمون اللقاء التعلمي في نهايته بالممتع والسهل مما يعزز المخرجات الوجدانية، كما أبدوا رغبة بعدم انتهاء الحصّة. 

 

في الختام، من الملاحظ أن تطبيق مجالات فيرست وتفعيل الإجراءات المتعلقة بكل مجال لم يؤدي فقط الى تحقيق مخرجات التعلم الاساسية والموازية بل تعداها ليجعل من رحلة التعلم تجربة معايشة نشطة عميقة بابنسبة للمتعلم وذات أثر تبقى في ذاكرته ويحب أن يعيشها مراراً وتكراراً. كما أن الإطار جعل من البيئة الصفية بيئة آمنة لا يخاف فيها المتعلم من ارتكاب الاخطاء و يبادر الى مشاركة افكاره بل ويثق بمعلوماته وقدراته وقيمتها.

 

Write a comment