نبذة عن الكاتبة
جمال منصور عطوي من لبنان، مجازة في الجغرافيا من الجامعة اللبنانية وطالبة دراسات إسلامية في السنة الرابعة، أعمل كمدرسة لمادة الاجتماعيات في مدرسة الهبارية الرسمية للحلقات الثلاثة.
لطالما أحببت مهنتي واختصاصي، ولطالما طمحت أن أسمو بها لتصبح مادة ثقافة عامة عوضًا عن كونها مادة تعليمية يتعرض لها الطلاب في المدارس و ينسونها بعد ذلك. وادراكًا مني لأهمية مواد الاجتماعيات (التاريخ والجغرافيا) بما فيها من معلومات، كان لا بد من السعي الحثيث لأطور مهاراتي في التيسير وأسهل بلوغ طلابي مستويات عليا من التفكير. في إطار بحثي الحثيث للتطور، سنحت لي الفرصة للانضمام لرحلة مدخل وللرحلة التأهيلية لتجربة معايشة المتعلم النشطة العميقة حيث عايشت إطار فيرست وبدأت أوقن أن من أدوار الميسر تصميم تجربة معايشة متعلم نشطة عميقة لمتعلميه، حيث يعايشون المادة وينغرس أثرها في أذهانهم ونفوسهم فلا تعود ثقيلة على آذانهم وقلوبهم.
رحلة التّعلم
متأثرة بما تعلمته في رحلات فيرست، صمّمت ويسّرت لقاء تعلم في مادة الجغرافيا حرصت فيها على تطبيق مجالات الإطار الخمس لتكون تجربة معايشة متعلم نشطة عميقة ذات أثر مستدام بإذن الله. تناول اللقاء “الغلاف الجوّي” وتمحور حول البحث عن ” طبقة الأيونوسفير”، و بلغ عدد المتعلمين ٢١ طالبًا وطالبة في الصف السابع أساسي (13 عامًا)، يتمتعون بمستوى تعليمي جيد يترواح بين الوسط و الجيد جدًّا. أما مخرجات التعلم فتدرجت على النحو أدناه:
1– مخرجات التعلم
في نهاية اللقاء سيكون المتعلم قادرا على:
المخرجات الوجدانيّة:
أن يستشعر المتعلم أهمية الغلاف الجوي والتعلم عنه
أن يشعر المتعلم بالمتعة والحماسة في حصة الجغرافيا
المخرجات المهارية:
أن يربط بين المسميات والمعلومات والرسوم البيانية
أن يطوّر مهارات العمل الفريقي والنقد الذاتي وحل المشكلات
المخرجات المعرفية:
أن يعرّف الغلاف الجوي
أن يعدد طبقاته و خصائص كل منها
2– تسلسل الأنشطة و تطبيق المجالات
دعوت المتعلمين لانجاز نشاط قبلي (مهمة ما قبل اللقاء) والبحث عن معلومات حول الغلاف الجوي وطبقاته واحضار ما جمعوا من معلومات الى الصف. أما في الصف، وبعد التحيّة والسلام بدأت بالنشاط التعلمي الأول، وكان النشاط الأول عرضّا مصغّرًا أعددت له الصور مسبقًا. استخدمت في عرضي مفهوم التوازن بين السحب والدفع، فدفعت في موضع الدفع وسحبت في موضع السحب. خلال هذا النشاط طبقت مجالات ثلاث من مجالات الإطار:
- التركيز على المتعلم
قمت بمناداة المتعلمين بأسماءهم المحببة، و حرصت على استخدام استراتيجيات عديدة لحث الجميع على المشاركة.
- التفاعل الايجابي خلال تجربة المعايشة
بادرت للمزاح من وقت لاخر وشجعت المرح بوجه بشوش
- مراجعة الأنشطة باستخدام نموذج رار
فبدأت بالتهيأة و دعوت المتعلمين لابراز الحماس لنبدأ اللقاء، كما أخبرتهم بما سنقوم به وتأكدت من فهمه للتعليمات، كما أنني دعوتهم لتعليق الصور وتأكدت من وضعها بشكل مناسب. أما في مرحلة التيسير، فعمدت على توجيه أسئلة متكررة وسحب المعلومات والمشاعر من المتعلمين. في مرحلة المراجعة النشطة، دعوتهم لمشاركة أبرز ما تعلموه من العرض، فبادر كل منهم لمشاركة معلومة جديدة وخاطرة.
في النشاط التعلمي الثاني، دعوت المتعلمين لمشاركة ما جمعوه من معلومات خلال اللقاء والعمل في مجموعات لتنظميها وترتيبها، وأخبرتهم بأنهم يستطيعون تنقيحه وتعديله بالاستناد الى المعلومات التي ناقشناها في النشاط الأول. خلال هذا النشاط كان مجال التفاعل الايجابي خلال تجربة المعايشة حاضرًا. فالمتعلمون تعاونوا في جو من الايجابية بين تحققت وقومت وحرصت على مشاركة الجميع في جو من الألفة والايجابية وتقبل واحترام آراء الجميع. أما مجال مراجعة الأنشطة باستخدام نموذج رار فقد كان حاضرًا أيضًا. ففي مرحلة تهيأة النشاط، قسمت الفرق وزودت المتعلمين بالتعليمات والاوراق والأقلام، ودعوتهن لاعادة التعليمات، وحددت الوقت وضبطه. أما في مرحلة التيسير، فتنقلت بين الفرق وتحققت وشجعت وقومت وسحبت ودفعت وحرصت على مشاركة الجميع. أما في مرحلة المراجعة النشطة، فشارك متحدث من كل فريق العمل الجماعي الذي قاموا به، و تبادل المتعلمون التغذية الراجعة البناءة الايجابية وتأملوا فيما قاموا به وما تعلموه.
النشاط التعلمي الثالث كان عبارة عن تعبئة جدول يتضمن المخرجات المعرفية في فريق. وفي هذا النشاط أيضًا تم تطبيق مجالي التفاعل الايجابي خلال تجربة المعايشة ومراجعة الأنشطة باستخدام نموذج رار على النحو المذكور أعلاه.
خلال اللقاء الذي دام ل 80 دقيقة، طبقت مجال التركيز على المتعلم والتفاعل الايجابي خلال تجربة المعايشة و مراجعة الأنشطة باسنخدام نموذج رار في مراحل مختلفة، أما مجالي التسلسل و الانسيابية بالاضافة الى تحويل التعلم الى آداء واقعي ملموس فلم يتم تجاهلهما أيضًأ. لتطبيق مجال التسلسل والانسيابية، نوعت بين أنشطة التعلم وأنشطة معايشة واحترمت مستويات الطاقة المختلفة لضمان انسيابية اللقاء بالشكل المناسب، فالنشاط الافتتاحي كان سحبًا لعنوان الدرس، واستخدمت نشاطًا منشطا بين النشاط التعلمي الثاني والثالث للمحافظة على مستوى الطاقة، والنشاط ما قبل الافتتاحي كان نشاط ربط و تلخيص ربطنا خلاله الأفكار التي عايشناها و لخصناها، أما في النشاط الختامي دعوت المتعلمين لمشاركة انطباعاتهم ومشاعرهم. كما أنني حددت موعدًا للقاء جديد نبحث فيه عن الطبقة الأخيرة من الغلاف الجوي واسمها المميز وقد أبدى المتعلمون حماسًا اكبر مع الوعد بزيادة علامات لكل من يقوم بالبحث، و قد دعوت المتعلمين لمشاركة لوحة جميلة تمثل الشفق القطبي وتأثيره على كوكبنا الأرض كمهمة لما بعد اللقاء.
أما المجال الأخير (تحويل التعلم الى آداء واقعي ملموس) فلقد طبق بطريقتين، أولهما سؤال المتعلمين عن آلية وزمان استخدام ما تعلموه في حياتهم اليومية، وثانيهما المهام ما بعد اللقاء. فالرحلة لم تنتهي بانتهاء اللقاء، بل بقينا على اتصالات في لقاءات غير تزامنية من الحث والتحفيز والتذكير بالعمل إلى أن حان موعد اللقاء الثاني حيث دخلنا الصف وقمنا بالتحفيز من خلال التحية الكشفية ا ا اهلا وا وا سهلا فكان الجميع متحمسًا لتقديم ما عمل عليه في الفترة ما بين اللقائين.
أثر التطبيق على المتعلمين
كان لتطبيق مجالات الاطار أثرًا ايجايبًا على المتعلمين وعليّ شخصيّا كمصمم و ميسر للقاء التعلم. فبينما أبدى المتعلمون انسجامًا و تفاعلاً واستمتاعًا بما يقومون به، لم تكن المتعة والحماسة التي شعرت بها أقل. بدى الصف خلال اللقاء كخليّة النحل، كل منسجم في عمله، يعمل بنشاط و فرح.