التخلف عن المنهج الرباني – أ. إيمان الطباع

أنا إيمان الطباع متطوعة في برنامج للتوجيه الشبابي في جمعية الإرشاد والإصلاح.

أقيم جلسة تعلمية توجيهية أسبوعية منذ ١٠ سنوات لطالبات مدارس وجامعات ومتخرجات، ونتناول في هذه الجلسات علوماً دينية متنوعة ونناقش مواضيع إجتماعية تهمّهن.

وكان موضوع اللقاء: التخلف عن المنهج الرباني.

كان اللقاء تزامنياً ولكن عن بُعد، إذ أنّ أغلب أعضاء المجموعة مقيمات خارج لبنان حالياً، ولكن الأصل أنه لقاء يُعقد في لبنان- بيروت، استهدف هذا اللقاء ١٢ فتاة من عمر ٢١ إلى عمر ٢٤ سنة، ولديهن خلفيات أكاديمية متنوعة بين الطب، والهندسة، وإدارة الأعمال، والعلوم…إلخ، وهن موزّعات حالياً بين لبنان، كندا، سلطنة عُمان، وتركيا، وأغلبهن قد سافرن حديثاً، وبالتالي هن يتعرّضن لثقافات مختلفة، وقد لاحظن اختلاف التزام الناس بالمنهج الرباني وشعرن بابتعادهنّ شخصياً عن اجواء الالتزام الديني، لذلك كان موضوع هذا اللقاء: التخلف عن المنهج الرباني.

يسّرت في هذا اللقاء أسباب انحدار الأمة الإسلامية عن المنهج الرباني، وماذا يمكننا أن نفعل على صعيدنا الشخصي لتخفيف أو إيقاف هذا الإنحدار، كان هذا اللقاء عبر منصة زووم، وقد قمت بتصميم هذا اللقاء باستخدام إطار FIRST-ADLX وتم تصميمه والاهتمام بمجال التسلسل والانسيابية خلال لقاء التعلم وكان بالشكل التالي:

النشاط قبل الافتتاحي:

طلبت منهن في هذا النشاط مشاركة موقف جميل حصل معهن خلال اليوم، وأردت من هذا النشاط معرفة إذا كان تركيزهن على الأمور المادية أو المعنوية.

النشاط الافتتاحي:

طلبت منهنّ رسم صورة تعبّر عن الالتزام الديني، وتطبيقا لمجال التركيز على المتعلم اهتممت أن أطلب منهنّ مشاركة الرسومات مع المجموعة وشرحها وشرح مشاعرهم وما يخطر في بالهم، وقمت بتسجيل في صندوق المحادثات الكلمات المفتاحية خلال الشرح، وبعد هذا الشرح، طلبت من كل فتاة أن تقيّم مدى التزامها بالكلمات التي سجلناها (صلاة، ذكر،..)، ثم طلبت منهن تقييم واقع المجتمع ككل.

وبعد سماع التقييمات، تبيّن أن هناك ابتعاد عن المنهج الرباني، فسألتهن ما هي الأسباب برأيهن؟

وكتبت الأسباب على ال whiteboard، وكنت أحاول إعطاء عناوين عامة لما يطرحنه:

-انحرافات في مفاهيم العقيدة الإسلامية

– الجهل بأحكام الدين

-غلبة النزعة المادية (وقد ربطته بجوابهن في النشاط ما قبل الافتتاحي عن اهتمامهن بالمواقف المادية)

– الخلل في ترتيب العبادات

– التقصير في نشر الدعوة

وقد أعطت كل واحدة منهن مثالاً على كل ما سبق.

نشاط مصمم باستخدام نموذج RAR:

مشاهدة فيديو حول ضرورة تحمل المسؤولية لمواجهة هذا الانحدار، وقمت بالطلب منهن أن يقمن بتلخيص ما ورد فيه، ومن ثم اختيار ثغر من الثغور لنصرة الأمة، وأن تكتب كل فتاة جملة:

أنا ألتزم بسد ثغرة…. وذلك عبر….

وطلبت منهن تعليق هذه الجملة في مكان ظاهر في الغرفة وتذكير النفس فيها يومياً..

وتطبيقا لمبدأ الاستمرارية والمتابعة، وبما أنّ لقاءاتنا أسبوعية، فأعلنت أنني كل أسبوع سأتفقد معهن النشاطات التي قمن بها التزاماً بهذه الرسالة.

قمت بتطبيق المبادئ الخمس عشر لإطار FIRST-ADLX على الشكل التالي:

مجال التركيز على المتعلم

– الإفراد: أرسلت لكل فتاة رسالة خاصة بإسمها تذكيراً باللقاء وتشجيع على الحضور (كنت عادة اكتفي برسالة على المجموعة)، عند طرح أمثلة خلال كلامي كنت اذكر أسماء الحاضرات.

التحقق والتقويم: طلب وضع thumbs up عند استيعاب الفكرة، والطلب من بعض الحضور إعادة ما قيل سابقاً.

الثقة في المتعلم: طلب رأي كل طالبة والانصات إليها وتدوين ما قالته في صندوق المحادثات.

مجال التفاعل إيجابيًا أثناء تجربة المعايشة:

حدث اجتماعي: في النشاط قبل الافتتاحي، تشاركت الطالبات مواقف مررن بها في البلاد التي يسكنوها وتعرّفن على قوانين وعادات كل بلد بشكل مختصر، مما قرّبهن من بعضهن البعض

الروح الايجابية: التركيز على الايجابي في كل فكرة تُطرح، وتشجيع التعليقات الايجابية والفكاهية

التحفيز والانتباه: التصفيق بعد انتهاء كل طالبة من شرح رسمتها، والثناء على تعليقاتهن.

مجال مراجعة الأنشطة (نموذج RAR):

زيادة الجاهزية: شرح تعليمات كل نشاط بدقة قبل بداية تيسير النشاط.

تيسير الأنشطة: طلب مشاهدة فيديو او رسم او.. وكنت أدوّن ملاحظاتي ومتابعة تفاعلات المتعلمين ومشاركاتهم البينية وتشجيعهم.

– المراجعة النشطة: طرح أسئلة ماذا فعلنا، ماذا يعني، وماذا سنفعل، ومن ثم رسم خريطة ذهنية وإكمالها بعد كل نشاط. والتركيز على أهم ٣ نقاط علقت بذهن كل طالبة.

مجال التسلسل والانسيابية أثناء تجربة المعايشة:

– التنظيم والتسلسل: تراوحت مدة كل نشاط بين ١٠ او ١٥ دقيقة (اختلفت بحسب فسحة المناقشات)، وقد تدرّجت الانشطة من التقييم الذاتي الى التقييم المجتمعي ومن ثم اعادة التركيز على ما يمكن ان يقوم به كل فرد لمساعدة المجتمع.

– التكرار بلا ملل: طلب الرسم، الكتابة في صندوق المحادثات، مشاركة الشاشة.

– الربط والتلخيص: ربط أمثلة النشاط الافتتاحي بالنشاط الذي يليه وهكذا، وفي نهاية اللقاء، قمنا بتلخيص كل ما سبق.

مجال تحويل التعلم إلى أداء واقعي ملموس

– الانعكاس على الواقع: أين رأيت ذلك في واقعك؟ شاركي معنا تجربتك في هذه النقطة.

– التطبيق والمعايشة: طلب تأمل كيفية المساهمة في وقف الإنحدار. “ألتزم ب…”

– الاستمرار والمتابعة: اقامة لقاءات أسبوعية للمتابعة.

بعض النقاط المهمة التي أريد أن أشاركها معكم وما كان رد فعلي على تطبيقي لإطار FIRST-ADLX:

● التحضير والتخطيط لكل لقاء والاهتمام بالمشاركين فرداً فرداً وتشجيعهن بشكل فردي لا بشكل جماعي وتنويع النشاطات هي من أهم النقاط التي سأركز عليها في كل لقاءاتي التعليمية.

● لاحظت أن مستوى حماس الطالبات حتى قبل اللقاء كان عالياً جداً، فهذا نموذج من الردود عند إعلان اللقاء:

Can’t wait

Innnnnnnn

Yesssss..

سابقًا، كنت لا أحصل حتى على تأكيد منهن على الحضور 🙁

● كما أنهن تفاعلن بشكل جيد جداً رغم أن اللقاءات عن بُعد تخفف من التفاعل، ولكن الحمد لله كان لقاءاً تفاعلياً بإمتياز.

Write a comment