تطبيق إطار فيرست في لقاء تعلمي حول “الدعاء”-أ.خولة ممدوح مليباري

تطبيق إطار فيرست في لقاء تعلمي حول “الدعاء”

للأستاذة خولة ممدوح مليباري

نبذة عن الميسّرة

خولة ممدوح مليباري خريجة ما جستير أصول فقه من جامعة أم القرى وأعمل كاتبة عدل بوزارة العدل في المملكة العربية السعودية ، جدة.

لدي إهتمام كبير بالتعليم والتيسير حيث أسست شركة حكينا وهي شركة تعنى بثقافة الطفل العلمية والمهارية والقيمية ونفذنا من خلالها عدد من البرامج والفعاليات حول المملكة ولله الحمد .

قصة التطبيق

بعد معايشتي لرحلتي مدخل والتأهيليلة ومعايشتي للمفاهيم التي يقوم عليها الإطار بالإضافة إلى مجالاته الخمس، قمت بتصميم وتيسير لقاء تعلم طبقت فيه ما تعلمته وعايشته خلال الرحلتين المذكورتين. بلغ عدد المتعلمين 9 متعلمين من فئة الشباب تتراوح أعمارهم مابين 15-30 عام تقريباً، وقد كان لقاؤنا لقاء حضوريًّا تناول موضوع (الدعاء). لفهم أعمق لأهداف اللقاء، سأشارككم مخرجات التعلم التي صممتها مراعية التسلسل الذي عايشته وتعلمته في الرحلة التأهيلية. وقد تسلسلت المخرجات على الشكل التالي:

المخرجات الوجدانية:

  • استشعار أهمية الدعاء في الخروج من المواقف الصعبة.

المخرجات المهارية:

    • ربط الأدعية بالمواقف اليومية 
    • استخدام الدعاء الصحيح في المكان الصحيح
    • تطبيق آداب وسنن الدعاء

المخرجات المعرفية:

    • استذكار بعض الأدعية
    • استظهار شرحها
    • تعداد سنن وآداب الدعاء
الأنشطة والإجراءات

لتحقيق هذه المخرجات وتطبيق مجالات الإطار، صممت ويسرت مجموعة من أنشطة المعايشة والأنشطة التعلمية بدءاً بالنشاط ما قبل الافتتاحي. قبل بداية اللقاء حفزّت المتعلمين وشوقتهم للقاء، ثم تم تقسيم المتعلمين إلى 3 مجموعات كل مجموعة حملت لوناً مختلفاً من اختيارهم. تعمدت استخدام الفرق وتعزيز التفاعل في المجموعات تطبيقاّ لمجال التفاعل الإيجابي خلال تجربة المعايشة.

بدأ اللقاء بنشاط افتتاحي، خمّن فيه المتعلمون موضوع اللقاء بناء على المواقف التي عرضها الميسر، حيث استنتج المتعلمون بأن مفتاح الخروج من هذه المواقف الصعبة هو الدعاء، وقد تم تصميم هذه المواقف لتلامس المشاكل والصعوبات التي قد يمر بها المتعلمون في حياتهم اليوميّة، لتكون أقرب إلى واقعهم وليستحضر المتعلم اللقاء إذا ما مر بمواقف مثيلة مستقبلاَ. وقد حرصت على واقعية المواقف وارتباطها بحياة المتعلمين الفردية تطبيقاً لمجالي التركيز على المتعلم وتحويل التعلم الى آداء واقعي ملموس. ولشحذ الهمم وزيادة الدافعية الفردية للتعلم، منحت النقاط للفرق التي خمنت الاجابات بشكل صحيح ويسّرت اجابات الجميع بشكل صحيح تعزيزا للمناخ الإيجابي أي لمجال التفاعل الإيجابي خلال رحلة المعايشة.

النشاط التعلمي الأول كان نشاطاً حركيّاً. قام فيه متعلم من كل فريق بشرح معنى دعاء بالحركة والإيماء  أي بدون أن ينطق بالكلمات، بينما قام البقية بتقييم شرحه والتعليق على تمثيله للدعاء، ومجدداً عززت التفاعل الايجابي بتوزيع النقاط على المشاركين. أما المجال الثالث، فقد تم تطبيقه عبر احترام الاقسام الثلاث لنموذج رار. في مرحلة زيادة الجاهزية، تم تشجيع المتعلمين ورفع مستويات الطاقة بالاضافة الى تزويدهم بالتعليمات ودعوتهم لاعادة شرحها، وفي مرحلة التيسير قمت بتشجيعهم على المشاركة وتحققت مما يقومون به، أما في مرحلة المراجعة النشطة فقد قمت بمراجعة ما عبر عنه المتعلمون من أدعية ودفعت لهم المعنى الذي ذكره العلماء شرحاً للدعاء ويسرت تأملهم فيه.

النشاط التعلمي الثاني اعتمد على العصف الذهني، فقام كل فريق بالتفكير في فوائد الدعاء وجمعها على ورقة خاصة بالفريق. وفي هذا النشاط أيضاً تم استحضار وتطبيق نموذج رار احتراماً لمجال مراجعة الأنشطة  باستخدام نموذج رار. فبعد التحفيز والتعليمات وتوزيع الأدوات في مرحلة زيادة الجاهزية، قمت بمتابعة المتعلمين  وتحفيزهم أثناء أداء النشاط، وبعد انتهاء الوقت إستمعت إلى إجابات المتعلمين مع البقية، ودعوت الفرق الأخرى لمناقشة الإجابات. تطبيقاً لمجال التفاعل الإيجابي خلال تجربة المعايشة، مدحت جهد وأداء الجميع،  واستكمالاً للمجال الثالث، قمت بسحب التأملات والمشاعر في مرحلة المراجعة النشطة. ولم أنسى توزيع النقاط مجددًا في نهاية النشاط بهدف التشجيع و المحافظة على الحماس في جو ايجابي. 

في النشاط التعلمي الثالث،  تأمل المشاركون صورة معروضة أمامهم تحتوي على عدد من الرموز ومن خلال الاستنتاج حاولوا تخمين سنن وآداب الدعاء، حصلت الفرق مجدداً على النقاط تقديرًا لانهاءهم المهمة المطلوبة، ثم عرض ممثل من كل فريق سنن وآداب الدعاء، واختتم التمرين بتأمل فردي لسنن وآداب الدعاء حيث تم توزيع أوراق لكل متعلم تحمل اسمه مع لقب خاص به. من خلال الخطوة الأخيرة قصدت تيسير المراجعة النشطة للمتعلمين وهي جزء أساسي من المجال الثالث،  بالاضافة الى احترام فردية كل متعلم، وربط ما عايشوه بواقعهم،  فقام كل متعلم بالتأمل الذاتي وكتابة السنن والآداب التي دائماَ ما يتحلى بها عند الدعاء، كما دونوا السنن والآداب التي سيحرصون على الالتزام بها، و قام المتعلمون أيضًا  بمشاركة مشاعرهم وأفكارهم حول ما كتبوه.

انتقلنا  بعد ذلك إلى نشاط التجربة العملية، حيث قام كل فريق بترشيح شخص ليقوم بالتصويب على حلوى القطن باستخدام رشاشات الماء. وتمامًا كما فعلت في أنشطة التعلم كافة، بدأت بزيادة الجاهزية فحفزت وزودت المتعلمين بالتعليمات والأدوات وتأكدت من اختيار المرشح للقيام بعملية التصويب ومن فهم المهمة. أما في مرحلة التيسير، فتحققت وشجعت ويسّرت عمل المتعليمن حاولوا التصويب على حلوى القطن ( غزل البنات ) المتدلي من السقف. بالطبع عند ملامسة الماء للحلوى فإنها تذوب وتتساقط. فور الانتهاء من التصويب وفي مرحلة المراجعة النشطة، دعوت المتعليمن لاستذكار ما حصل خلال النشاط وربطه بموضوع اللقاء. أبدع المتعلمون في اجاباتهم فجاءت جميلة ومتنوعة، وقد قام أحدهم بالاشارة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لا يرد القدر إلا الدعاء) وحصلت الفرق مجددًا على النقاط لتفاعلهم البناء. خلال النشاط، احترمت نموذج رار وحرصت على التفاعل الايجابي وبث روح المرح واللعب والمنافسة الإيجابية بين المتعلمين، أي بمعنى أدق حرصت على تطبيق مجالي التفاعل الإيجابي خلال تجربة المعايشة ومراجعة الأنشطة باستخدام نموذج رار.

نشاط ما قبل الختامي كان نشاط ربط وتلخيص وتضمن مراجعة لما تعلمناه خلال اللقاء. 

وفي الختام، كتب كل متعلم امنيته التي سيركز الدعاء عليها في المرة القادمة تطبيقًا لمجالي التركيز على المتعلم وتحويل التعلم إلى آداء واقعي ملموس. ثم قام أحد المتعلمين باستثمار الساعة الاخيرة من عصر الجمعة وشارك المتعلمين دعاء لطيف. 

التنويع بين الأنشطة ومستويات الطاقة ساعد في الحفاظ على تركيز واندماج المتعلمين، أي بمعنى أصح ساعد احترامي للمجال الرابع  وهو مجال التسلسل والانسيابية على اندماج المتعلمين خلال اللقاء بأكمله وتحقيقهم للمخرجات بكل سلاسة وانسيابية. 

و لزيادة واستمرارية الأثر، قمت في اليوم الثاني للقاء بمشاركة المتعلمين بفيديو مؤثر عن الدعاء وأثره في حياة المسلم.

أثر التطبيق

أما عن ردود الفعل فقد كانت في غاية الإيجابية، فقد تمكنت من تحقيق مخرجات التعلم في جو ممتع مشوق مؤثر- وهي بعض الصفات التي أطلقها المتعلمون على اللقاء. كما علّق البعض على غلبة أسلوب السحب على الدفع في اللقاء واثره الايجابي في نفوس المتعلمين. أما بيئة المعايشة، فقد استشعرت أن المكان قد يكون بحاجة الى تجهيز بشكل أفضل ليكون مريحًا لجميع المتعلمين. في الختام كانت تجربة مميزة سعيدة جداً بتطبيقها، طبقت بعض المجالات بفاعلية كبيرة، وشعرت بالحاجة لممارسة أعمق لبعضها، العديد من نقاط القوّة كانت واضحة، ونقاط التحسين كانت جليّة أيضًا، سأعمل بإذن الله على تطبيق مجالات الإطار الخمس بفاعلية أكبر في اللقاءات القادمة.  

Write a comment