(دبلوم المفاتيح الأساسية للعلوم الشرعيَّة) موجه لأصحاب التخصصات المتنوعة، من الجامعيين بمستويات ثقافية متباينة. وقبل الجلسة الرابعة لمفتاح “العقيدة الإسلامية”، تم إرسال على مجموعة التلغرام رسالة من الميسَّر: “يسعدنا إرسال خواطر أو أسئلة مسبقة، جمعنا الله وإياكم في جنات النعيم ورزقنا كل عمل يقربنا إليها”.
وعلى إثر هذه الرسالة: عبرت «فاطمة» أنها لما قرأت العنوان، تذكرت أنها من أيام لم تصلِّ قيام الليل، فبادرت هذه الليلة لقيام الليل تحضراً للقاء الغد، عساه يكون موصلاً للجنة بإذن الله.
دخل المشاركون، وكان لافتاً لهم الإنارة الخافتة، وتغيير طريقة الجلوس، حيث كان بشكل دائري، يتوسطه طاولات للعمل الجماعي،وأبرز شيء هي الشاشة، التي يملؤها النور بعبارة “طريقك إلى الجنة” وقد تمَّت صياغتها كي تخاطب كل فرد منهم دون تشكيل لتقرأ بالمذكر والمؤنث.
ومن باب الربط بما تم تحصيله سابقاً ومراجعته، تم إعادة استعراض الحديث الشامل لأركان العقيدة الإسلامية، وبأسلوب السحب التشاركي، تمت مراجعة أبرز دروس هذا الحديث، مع توجيههم للتركيز على الكلمات المفتاحية الخاصة باللقاء (اليوم الآخر) – (الساعة) – (أمارات الساعة)، كنوع من تهيئة نفسية ومعرفية لمضمون الدرس.
وبعدها تم طرح سؤال: ما الرابط بين الإيمان بالله واليوم الآخر؟
فجاء الإجابة تشاركية، ومن ثم تم إفادتهم أنه ورد الربط اللفظي مباشرة بالقرآن في 26 مرة.
بعدها تم إطفاء إنارة الغرفة بالكامل لا سيما أن اللقاء مسائي… وبصوت خافت قال الميسَّر: “نحن بعد هذا اليوم الطويل المزدحم بأحداث الدنيا..اسمعوا بقلوبكم وعقولكم وليس بآذانكم فحسب”. ومن ثم تم عرض مشاهد تحاكي نعيم الجنة مع تلاوة من سورة الواقعة عن ما أعدَّه الله للـ “السابقون” و “أصحاب اليمين”.
وبعد إنهاء المقطعين المصورَّين..كانت عيون المشتركين تلمع..مع دموع في صفوف الأخوات..
وعند السؤال عن الإحساس بعد سماع الآيات..لمن يرغب:
كان من الإجابات: “أحسست بطمئنينة وسكون كنت أحتاجه من زمن..”، “وددت لو أبقى بهذه الحالة دائماً”، “شعرت أني مستعدة الآن لأخرج من كل الدنيا..”؟
* ثم تم الطلب من كل مشترك بشكل فردي أخذ ستيكي نوت: أ- كتابة اسمه للإفراد. ب-ذكر نعيم واحد يشتاق إليه بالجنة(أشياء). ج- شخص يرجو لقاءه هناك (أشخاص). وقد مثل الميسر بذلك وبدأ بنفسه. وهذا النوع من التعريف بالنفس من خلال خياراته الفكرية والوجدانية. لربما أعمق من مجرد التعريف بالاسم والمهنة والدراسة الذي تم بجلسات سابقة. وقد تم التأكيد أن ذلك ليس بإختبار أو مسابقة..إنما هو تعبير ذاتي..ليس فيه إجابة محددة مطلوبة. وبعد استعراض مضمون الكتابات.. تم رسم إستذكار نعيم الجنة من ناحية معرفيَّة وكذا تحريك الوجدان والشوق للجنان.. وذلك من خلال المشتركين أنفسهم..بتعقيب مختصر وثناء إيجابي من الميسِّر.
وقد تم النصح بتحميل كتيب “التوهَّم” للإمام الحارث المحاسبي وقراءته: والذي فيه إستحضار ومحاكاة لكل مراحل الآخرة. بشكل سيكودرامي.
وكمزيد من التهيئة الروحية والنفسية..تم عرض الحديث وتم الإستخلاص من المشاركين..أن جلستنا هذه بحد ذاتها روضة من رياض الجنة..وأن الملائكة تحفنا وتذكرنا..وتم طمئنتهم أنهم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
تم عرض أنواع مخرجات التعلم بشكل: A. S. K
والطلب منهم بشكل مجموعة التفكَّر في مخرجات الجلسة التي سنخرج منها: معرفياً – سلوكياً مهاراتياً – معرفياً
وكان لافتاً أن إجاباتهم كانت قريبة جداً من المخرجات المصاغة سابقاً من قبل الميسِّر:
وجداني: استشعار نعيم الجنة والإيمان به بيقين
مهاري/سلوكي: أن يشكل نعيم الجنة محفزاً للعمل الصالح وتنقية القلب
معرفي: ما يجب أن نعرفه عن الآخرة ونعنقد به من السمعيات
وبعدها بلعبة تربويَّة جماعية؛ وهي تأليف قصة بشكل تلقائي آني..وبعد التأكد من فهم الجميع للمطلوب: ..بدأ الميسر بقوله: بنت عمرها عشر سنوات اكتشفت أنها متبناة…
وصار كل المشاركين بحسب اختيارهم..يكملون مشهداً بالقصة..واللافت أنهم طرحوا أحداث شيقة جداً بولوودية..وكانوا يضحكون..ومتحمسين..بعد ما شارك الجميع..وقفنا على مشهد: “وقاموا بإجراء فحص DNA..” فقال الميسِّر: هذا آخر مشهد!!
هنا كانت ردة الفعل: لكن لم نعرف نتيجة الفحص..لا بد من خاتمة..ماذا حصل؟ هل تمت محاسبة الجناة؟؟ هل تم رد للبنت حقها وإعتبارها؟؟
هنا إنتبهوا..أن هذا التمرين كان للإشارة أنه لا يمكن أن تمضي بنا الدنيا، ثم ننتهي دون أن يكون خاتمة لقصتنا وقصة الدنيا. فلا بد من آخرة.
* ومن ثم بالجانب العقلي الفكري، وبشكل مجموعة تم سؤالهم إذا جاءك من ينكر البعث..كيف ترد عليه..؟
وعند العرض: كان يتم الثناء من الميسر..أن أجوبتهم مقنعة..ومتوافقة مع ما تم تحضيره مسبقاً..وأنهم فعلياً هم من يشرحون الدرس (الثقة في المتعلم) وبعدها تم عرض الشرائح.
على إثرها تم سؤالهم إن كانوا قد شعروا بالتعب أو مستعدين للإكمال ..فعبروا أنهم نشيطون ومتحمسون..لذا تم تأجيل المنشِّط (الساعة العجيبة)
وبعدها تم ترتيب أحداث الآخرة بشكل تشاركي، ثم مراجعتها وتكرارها بشكل جماعي وفردي.
وقبل الوصول لهدف التيسير الأساسي وهو تحقيق الأصر، تم التنشيط بلعبة تربوية: وهي عبارة عن رسم ساعة لكن من 14 رقم. ثم يقوم الميسر بإختيار رقم وكتابته على ورقة وطيه. ويعطيه لإحد المشاركين. ومن ثم الطلب من المشاركين التطوع والقدوم للوح..وإعادة كل ما تم فعله خلال الجسلة. ومع كل متطوع يتم تقليص أرقام من الساعة (بالظاهر حسب خيار المتطوع لكن فعليا الميسر يشطب الرقم المختار أو عكسه، فإذا إختار المتطوع القسم الأعلى من الساعة، والرقم المضمور المختار من الأسفل يشطب الأعلى، وإذا إختار المتطوع الأسفل أيضاً يشطب الأعلى..وهكذا). وبعد 4 تفضيلات..تم الوصول للرقم 12 بتوجيه لا واعي من الميسر. وفعلاً تم إخراج الورقة المطواة وعليها رقم 12 أيضاً. لأول وهلة..إندهش الحضور. ثم تبين لهم كيف أني أنا من أختار حذف الأرقام بشكل إستنسابي..لأوصل للرقم 12. وتم سرد:
ماذا حدث؟
ماذا تعلمنا؟
ماذا الآن؟ لربما يعيش إنسان مضلل مشتت عن الآخرة، ويحسب أنه يحسن صنعاً.
ثم تم السؤال عن أثر الإيمان باليوم الآخر العميق..المستدام الممتد..فتمت المشاركة من فريق الإخوة ومن فريق الأخوات..ومن ثم تم عرضها كاملة..وتمت تكراراها
وللربط بالواقع وتحقيق الأثر: تم التداول بالمهام العملية والتطبيقات بعد اللقاء التي ستوصلنا إن شاء الله للجنة..وتحقق الهدف. ولتحقيق الحدث الإجتماعي والترابط والمعايشة..تم التعهد على الشفاعة والدعاء لبعضنا..مع ذكر الدليل الشرعي هذه المسألة.
كذا تم عرض جدول مع التأكيد بأنه تقرير ذاتي للمراقبة الذاتية..خلال الأسبوع..وتم توضيح المطلوب مع التخيير . أن ندون بختام كل يوم ..كم مرة تذكرنا الآخرة..وإن أحدث هذا التذكر تأثيراً بسلوكنا ووجداننا.
وكنشاط ختامي..تم الختم بالدعاء بفردات من مضامين الدرس.
*التركيز:Focusing
الإفراد: الحرص على إشراك كل متدرب بإسمه وكتابته على الستيكي نوت، وإتاحة مساحة للإستفهام والمداخلة بأي وقت، والتواصل عبر التلغرام لطرح الخواطر والأفكار خلال الأسبوع، أو إدخارها لوقت اللقاء
التحقق والتقويم: طرح الأسئلة للتأكد من وضوح هدف الرحلة: وهو الوصول إلى الجنة بالإيمان والعمل الصالح والقلب السليم برحمة الله. كذلك التحقق والتقويم عبر المرور على المجموعات والتأكد من فهم المطلوب. وأيضاً من خلال المهمات والتفاعلات غير المتزامنة.
الثقة في المتعلم: إظهار بشكل تطبيقي أن المتدربين قادرون بمشاركاتهم ومعلوماتهم على شرح معالم الدرس- وأن عملهم الثنائي..استطاع أن يرسم الطريق الموصل إلى الجنة (مراحل أحداث الآخرة) وكيف بشكل جماعي توصلوا إلى تحقيق أثر الايمان باليوم الآخر.
* التفاعل إيجابياً: Interacting
حدث إجتماعي: العمل الجماعي بين المشتركين..ومن ثم الدعاء في الختام جماعة والتعهد بالشفاعة لبعضنا في الآخرة.مع تغليب روح الرجاء وحسن الظن بالله أننا جميعاً من أهل الجنَّة.
التحفيز والانتباه: التعاون بين المتدربين أحدث تحفيزاً..مع متابعة من الميسر والتشجيع بالكلمات. وطمأنتهم أن المشاركة للإثراء وليس للإختبار. وأي خطأ ورد سيعتبر مكسباً. ومن جذب الإنتباه هو عند تغيير الاضاءة، وحين كان يغير الميسر نبرة صوته بحسب الحديث عن النعيم أو عن أهوال يوم القيامة.
* مراجعة الانشطة: Reviewing – RAR
زيادة الجاهزية: تم تجهيز اللوجستيات وعدة الأنشطة اللازمة وإختبارها مسبقاً – كذا تم التهيئة النفسية بالتدرج..باعتبار أننا جميعاً مثقلون بالهموم الدنيوية بينما الهدف الرقي لعالم غيبي. فيتم سماع القرآن – ثم الإستحضار والإستشعار..ثم التفكر..
وكذا الشرح كان من زيادة الجاهزية مع الطلب من أحد المشاركين إعادة التعليمات المطلوبة للتأكد من وضوح المطلوب قبل الإنتقال الى المجموعات.
تيسير النشاط: تم الشرح المسبق، وتم التيسير بطريقة عفوية إنسيابية. مع التجول للإجابة عن الأسئلة من الميسر.
المراجعة النشطة: بعد إنهاء كل نشاط أو تمرين..كان يتم إعادة ما حدث مراجعته والتأكيد من وضوح الهدف منه وتحققه.
* التسلسل والإنسيابية أثناء تجربة المعايشة: Sequencing
بشكل جماعي تم عرض تسلسل أحداث الآخرة..كذا التسلسل باستشعار الآخرة..وحشد الأدلة العقلية على الإيمان بها.. ومن ثم الطرق الموصلة إلى الجنة..والأثر السلوكي الوجداني في الدنيا. وبهدف التكرار بلا ملل: تمت إعادة المعلومات أكثر من مرة، بنشاط ولعبة وتمرين وإستظهار جماعي.
الربط والتلخيص: بعد كل نشاط أو تمرين كان يتم عرض الشرائح..مع ضمها لبعضها البعض بشريحة واحدة. كذا من خلال الفليب الشارت.
* تحويل التعلم إلى أداء واقعي ملموس: Transforming
الإنعكاس على الواقع: استشعار الرجاء والخوف وجدانياً..والتأثير على السلوك في الحياة العملية.
التطبيق والمعايشة: تمت استحضار الآخرة في مشاهد حياتنا. بداية من التأمل الذاتي بنعيم الجنة ثم كتابتها على ستيكي نوت، ثم التدبر بآيات سورة الواقعة، ثم محاكاة مراحل الآخرة، ولعب الأدوار للإجابة على من ينكر الآخرة..
الاستمرار والمتابعة: إقامة جدول للمقارنة بين الأيام . والمتابعة على التلغرام والجلسة التالية من الدبلوم. مع الطلب بالتفكر بكل سورة فاتحة يتم قراءتها عند قوله تعالى {مالك يوم الدين} وقراءة كتاب “التوهم”.
سعد عبد الرزاق السكندراني
مدير مركز مهارات للتدريب والتطوير في جمعية الإرشاد والإصلاح
ناشط في مجال التربية والتعليم والإعلام
دكتوراه في مقاصد الشريعة الإسلامية (قيد التحضير) & ماجستير بعلم الإجتماع السياسي