سنّة النبيّ صلى الله عليه وسلّم- رحلة تعلّم باستخدام إطار فيرست
المقدمة
اسمي محمود عبدالله حسن بركات، أعمل إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف المصرية، ومدرسًا بإحدى المدارس الدولية في القاهرة بجمهورية مصر العربية. بعد معايشتي لرحلات إطار فيرست قمت بتصميم وتيسير رحلة تعلّم بعنوان 《سنة النبي صلى الله عليه وسلم 》 . أردت عبر هذه الرحلة ربط حياة الطلاب بحياة النبي صلى الله عليه وسلم وبسنته الشريفة في مجالات حياتهم المختلفة وفي أفعالهم اليومية . توجهت رحلتي الى 20 طالبًا في الخامس الابتدائي يبلغون من العمر ما يقارب العشرة أعوام.
مخرجات التعلّم
كنت حريصًا في هذا اللقاء على تفعيل الإطار ابتداءاً من مرحلة التصميم. فقمت بتصميم مخرجات التعلم الخاصّة باللقاء ككل وبكل من الأنشطة المعدّة والمجهزة له، وبعد أن وضعت هذه المخرجات بدأت أرتب هذه المخرجات لتكون الأولوية والصدارة للمخرج الوجداني ثم المخرج المهاري والمعرفي .
المخرجات الوجدانيّة:
سيكون المتعلم في نهاية الرحلة قادرًا على:
تقدير ما قام به الرسول الكريم لنقل رسالته إلينا
استشعار أهمية الالتزام بالسنن النبويّة الشريفة
الشعور بهيبة وعظمة هذا الرسول الكريم
المخرجات المهاريّة:
سيكون المتعلم في نهاية الرحلة قادرًا على:
ربط الروتين اليومي بالسنن النبوية
تطبيق السنن النبويّة في مواقف حياتيّة مختلفة
المخرجات المعرفيّة:
سيكون المتعلم في نهاية الرحلة قادرًا على:
ذكر أهم الفواصل في حياة الرسول
ذكر صفاته وعاداته اليومية
تعداد بعضًا من السنن
الأنشطة والإجراءات
بدأت اللقاء بنشاط افتتاحي ودعوت كل متعلم ليشارك بعضًا من الصفات الإيجابية فيه ( ما هو أكثر ما يميزك ؟)، وبعد الانتهاء من النشاط الافتتاحي بدأت بنشاط تعلمي أول. دعوت المتعلمين لارتداء قبعات التركيز زيادة في الجاهزية وقمت في مرحلة تيسير النشاط بسحب خواطرهم ومشاعرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ماذا نعرف عنه؟؟ ماذا نعرف عن سنته؟؟ ما أهمية سنته في حياتنا؟؟ أما في مرحلة المراجعة النشطة فسحبت العلاقة بين ما شاركوه في النشاط الافتتاحي من صفات إيجابية تميزهم وبين حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
أما النشاط التعلمي الثاني فتضمن مجموعة من المشاهد والمواقف التي نعايشها في حياتنا اليومية. وقمت في مرحلة زيادة الجاهزية من مشاركة التعليمات وتهيأة المتعلمين الذهنية والوجدانية والجسدية قبل الانتقال الى مرحلة التيسير حيث قام المتعلمون بمناقشة مشاهد ومواقف من واقع الحياة وربطها بحياة وشخصيات المتعلمين، وقمت بتحفيز التفاعل الايجابي والتعاون بهدف ترك أثر بعيد المدى في نفوس المتعلمين. في مرحلة المراجعة النشطة تفكّر المتعلمون تفكيراً تأمليّاً في المواقف التي عايشوها وناقشوها وتشاركوا الانطباعات والمشاعر.
كما حرصت على الالتزام بالمخرجات والتركيز في سحبها بين الحين والآخر عبر نشاط ربط وتلخيص تكرر في عدة مواضع، بالإضافة الى ربط هذه المخرجات بمشاعر المتعلمين وربط حياتهم بحياة النبي صلى الله عليه وسلم. وتركيزي في سحب عواطفهم ومشاعرهم كان في محاولة مني للنظر الى المتعلمين نظرة انسانية شاملة، فالمتعلم إنسان شامل لا بد من مخاطبة شخصيته بكل جوانبها الروحية والوجدانية والعقلية وغيرها لنحقق الأثر العميق المستدام الذي نسعى إليه.
بعد نشاط الربط والتلخيص، قمت بالنشاط التعلمي الرئيسي الذي اعتمدت فيه – كما في جميع الأنسطة التعلميّة- على نموذج ( RAR ) . وفي هذا النشاط هيّأت المتعلمين وجهزتهم بالتعليمات والأدوات وتأكدت من فهمهم لسير النشاط. أما في مرحلة تيسير النشاط، فقام المتعلمون بإكمال عبارة “علمني رسول الله… باستخدام ورقة تم إلصاقها على ظهر كل متعلم. هدف النشاط الى تعريف المتعلمين على سنن الرسول الكريم في جو تفاعليّ ممتع. وخلاله يتحرك جميع المتعلمين داخل الفصل بشكل عشوائيّ ويقفون عند سماع الصفّارة لينظر كل متعلم حينها الى الورقة المكتوبة على ظهر أقرب زميل إليه ويتعلم سنّة من سنن النبيّ. ولأنني حريص على أن يكون النشاط سهل وجميل وفي نفس الوقت عميقًا ومثمرًا قمت في مرحلة المراجعة النشطة بسحب تأملاتهم وانطباعاتهم والدروس المستفادة والخطط المستقبلية بالاستناد الى السنن التي اطلعوا عليها. فبعد الانتهاء من مرحلة التيسير، بدأت بسؤال الجميع ماذا حدث؟؟ وما الذي استفدناه ؟؟ وكيف يمكن أن نفعّل ما تعلمناه بعد ذلك ؟؟
أما في النشاط الختاميّ، و قبل الانتهاء من اللقاء التعلميّ حرصت على السعي ليتحقق مخرج الأداء، فطلبت من كل متعلم أن يتأمل في حياته فيما بعد، ماذا سيفعل بعد هذا اللقاء؟ كيف سيطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ماذا سيتغير في أسلوب حياته ؟ ودعوتهم ل :
-* تطبيق سنة النبي في كل مجالات حياتهم وأفعالهم اليومية من أكل وشرب وخروج ودخول وكلام ونوم وغيرها.
– مشاركة قصص التطبيق والتفعيل معنا.
* – مشاركة بعضًا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم التي تعلموها في ها اللقاء مع العائلة أو الزملاء، فالدال على الخير كفاعله .
تطبيق مجالات الإطار الخمس
التركيز على المتعلم
دعوت كل متعلم ليشارك بعضًا من صفاته الإيجابية في النشاط الافتتاحي ودعوتهم بهذه الصفات خلال اللقاء.
زودته بفرص متعددة لمشاركة الخواطر والمشاعر واستمعت للجميع باصغاء وأثنيت على مشاركاتهم.
منحت المتعلمين الثقة لإدارة الحوارات فشعروا بأنهم محور العملية التعلمية.
التفاعل الإيجابي أثناء تجربة المعايشة
حرصت خلال اللقاء على إدماج جميع المتعلمين ومشاركة الجميع ومتابعة الأدوار والمراقبة والمتابعة اللصيقة لكل ثنائي ورفع الحافز وتشجيع الجميع وتحفيزهم، ولاسيما في النشاط التعلمي الثالث حيث عملوا في فريق وتناقشوا في ثنائيات.
مراجعة الأنشطة باستخدام نموذج رار
راعيت في الأنشطة التعلمية نموذج رار بأقسامه الثلاثة كما هو موضح في قسم “الأنشطة والإجراءات”، فتأكدت من جاهزية المتعلمين النفسية والذهنية والجسديّة للقيام بالنشاط، شحذت الهمم وحفزت وشجعت وتابعت وتحققت وقومت وسحبت ودفعت في مرحلة تيسير النشاط، كما استثرت التفكير التأملي الناقد والربط بالواقع في مرحلة المراجعة النشطة.
التسلسل والانسيابيّة أثناء تحربة المعايشة
بفضل الله أيضًا تحقق التسلسل والانسيايسة خلال اللقاء التعلمي عبر الأنشطة المتنوعة المتمركزة حول المتعلم . فلقد تنوعت الأنشطة في نوعها (أنشطة تعلمية وأنشطة معايشة كالنشاط الافتتاحي والختامي وأنشطة الربط والتلخيص) وفي نمط التفاعل الذي تستدعيه (تفاعل مع الجميع-تفاعل ثنائي- تفاعل مع الميسر…) و في مستوى الطاقة التي تتطلبه، مما جعل اللقاء سلسًا منسابًا ومنع المتعلمين من الشعور بالملل.
تحوّل التعلم الى أداء واقعي ملموس
- ربط المفاهيم التي تمت معايشتها بحياة المتعلمين اليومية في مرحلة المراجعة النشطة للأنشطة التعلمية.
- استخدام أمثلة ومشاهد واقعية لتيسير النشاط التعلميّ الثاني.
- دعوة المتعلمين لمشاركة آلية تطبيق ما تعلموه في المستقبل ومشاركة قصص التطبيق أيضًا.
- دعوة المتعلمين لنشر سنن الرسول بين معارفهم.
الخاتمة
كان اللقاء ممتعاً وشيقًا وبدت فيه ملامح السعادة على المتعلمين الذين عبروا عن شعورهم بالحاجة الماسّة لتعلم سنة النبي وتطبيقها في الواقع والحياة .و إن كنت لأضيف نشاطًا لكنت أضفت نشاطًا منشطًا بعد النشاط التعلمي الثاني من باب الحفاظ على حماسة المتعلمين وعلى مستوى تركيزهم.
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .