قصة تطبيق إطار فيرست في لقاء تعلمي عن علامات الساعة الكبرى – أ. ثريا شعبان

قمت بتجربة التطبيق لإطار فيرست مع حلقتي، وعددهن 10 متعلمات، أعمارهنّ تتراوح بين ال12 و13 سنة، من مدارس ذات خلفيات مختلفة، ولكن جميعهنّ من عائلات محافظة وملتزمة.

الموضوع الذي تمّ إعطائه هو علامات الساعة الكبرى، وكانت مدة الحصة ساعة ونصف. قد سبقها في الأسابيع الماضية عن علامات الساعة الصغرى والوسطى. فكان هذا الدرس الأخير خاتمة سلسلة علامات يوم القيامة.

قمت بتقسيم المتعلمات إلى ٣ مجموعات؛ أعطيت كل متعلمة رقم بين ١ و٣، وبالتالي كل من يحمل رقم ١ انضموا إلى مجموعة واحدة، ورقم ٢ في مجموعة، ورقم ٣ في مجموعة. ثم أعطيت كل مجموعة ٣ علامات من العلامات الكبرى ليقوموا بتحزيرها للمجموعات الأخرى في أي طريقة يريدونها، فاستخدموا الرسم والتمثيل ولعبة hangman.

بعد أن تعرفوا على العلامات التسعة الكبرى، قمت بعرض فيديو يتكلم عن العلامات بالترتيب، ويشرح كل واحدة منها بشكل مختصر. ولتحفيز المتعلمات للتركيز بما يُعرض في الفيديو، أخبرتهن أن المجموعة التي تدوّن أكثر المعلومات التي يقولها المتكلم في الفيديو تحصل على +1 في النشاط الذي يلي. بعد الفيديو،، قمت بأخذ كل علامة على حدى ومناقشتها. فقمت بسحب منهنّ كل ما سمعنه في الفيديو عن العلامة التي يتمّ مناقشتها، وقمت بإعادة سرد الأفكار التي قالوها بشكل منظم ومتسلسل، وقمت بالتعقيب وزيادة بعض المعلومات قمت بتحضيرها. وبعدها، قمنا بنشاط يشمل مراجعة العلامات الصغرى،الوسطى، والكبرى. رتبت أكواب بلاستيك عدد 54بشكل crossword، وألصقت على كل كوب حرف بشكل كتبت أسماء كل المتعلمات، وبجانب كل اسم وضعت Emoji يشبه شخصية المتعلمة، وضعت في الأكواب أوراق على الشكل التالي:

– 40 ورقة عليها علامة من علامات يوم القيامة

– 5 أوراق عليها تحديات إذا تم إنجازها يأخذ الفريق علامة من العلامات

– 5 أوراق عليها جمل تحفيزية ولكن لا تعطي الفريق علامة

– 4 أكواب فارغة

النشاط كالتالي، كل فريق يختار كوب من الأكواب، فإذا حصلوا على علامة من علامات يوم القيامة يجب عليهم تصنيفها بشكل صحيح للحصول على نقطة، وشرحها للحصول على نقطة ثانية، والفريق الذي يجمع أكبر عدد من النقاط يفوز.

تم تطبيق مبادئ إطار فيرست كالتالي:

المجال الأول: التركيز على المتعلم

1. الإفراد: ذكر كل متعلمة بإسمها على الأكواب، وإختيار Emoji يمثّل شخصيتها.

2. التحقق والتقويم: سؤال المتعلمات عن كل علامة من العلامات للتحقق من ما فهموه، وتقويمه.

3. الثقة في المتعلم: إعطاء المتعلمات مساحة للتكلم عن ما فهموه وما يعرفونه من قبل عن الموضوع.

 المجال الثاني: التفاعل الإيجابي أثناء تجربة المعايشة

4. حدث اجتماعي: عمل المجموعات وخلق جو عام من التفاعل والاندماج بين المتعلمين مع الاهتمام بالتأمل عن ما تعلموه

5. الروح الايجابية: اللعب والضحك والابتسامة أثناء ممارسة الأنشطة

6. التحفيز والانتباه: التحفيز عبر مكافأة للمجموعة الفائزة: زيادة النقاط في أول نشاط، وأكياس شيبس في النشاط الثاني.

كما كان لبعض عبارت التحفيز أثراً طيباً على المتعلمات مثل “شو هالوج الحلو”.

المجال الثالث: مراجعة الأنشطة باستخدام نموذج RAR

7. زيادة الجاهزية: تحضير كل مستلزمات قبل الحصة (أوراق، أقلام، أكواب..) وشرح النشاط للمتعلمين قبل بداية النشاط.

8. تيسير النشاط: مواكبة المتعلمات في النشاط الأول، ومساعدتهنّ عبر شرح ما لم يفهمنه. وتيسير النشاط الثاني وتسجيل النقاط وتصنيف العلامات على اللوح.

9. المراجعة النشطة: وذلك عبر What? So what? Now What?

وقامت إحدى المتعلمات بسؤالي: “لماذا نأخذ عن هذه العلامات؟ حتى نخاف؟”

وهنا شرحت أهمية معرفة هذه المعلومات حتى نعمل لآخرتنا ولا نغفل عن تأدية العبادات.

المجال الرابع: التسلسل والانسيابية أثناء تجربة المعايشة

10. التنظيم والتسلسل: إعادة سرد ما تم فهمه بالفيديو بشكل منظم وبتسلسل سهل الفهم من قبل المتعلمين.

11. التكرار بلا ملل: تكرار المعلومات عبر أنشطة مختلفة.

12. الربط والتلخيص: ربط كل علامة بما قبلها والتلخيص.

المجال الخامس: تحويل التعلم إلى أداء واقعي ملموس

13. الانعكاس على الواقع: ربط كل علامة انقضت بما نراه في واقعنا، وأيضأ عند الحديث عن نار اليمن، وكيف يحشر الناس الى بلاد الشام، ربطت المتعلمات أن وجودنا في لبنان يعني أننا سنحشر في بلادنا لأن لبنان جزء من بلاد الشام.

14. التطبيق والمعايشة: تم طرح أسئلة لمعايشة الزمن حين تظهر علامات الساعة مثل “لو الدجال نزل في زماننا، ماذا ستشعرين؟” أو “اذا حدثت علامات الساعة الكبرى في زمانك، ماذا سيكون شعورك؟
كما تم مشاهدة فيديو يتضمن مشاهد مقاربة لأحداث العلامات الكبرى، مثل الخسوفات، خروج يأجوج ومأجوج، الدجال، ونار اليمن، وذلك لمساعدة المتعلمات في معايشة هذه الأحداث.

15. الإستمرار والمتابعة: القيام بمنافسة على kahoot الأسبوع الذي يلي في كل العلامات، والبدأ بسلسلة عن يوم القيامة.

بعد تطبيق إطار فيرست، لمست تغيير في حماس المتعلمات، إذ كان التعلّم أثناء الحصة في حالة نشاط دائم، فلم أدرك من قبل أهمية التنوع بالنشاطات في كل لقاء. وكما أنني كنت أقوم بتطبيق العديد من المبادئ أثناء إعطائي من قبل عن غير قصد، والآن أطبقها وأنا على وعي بها وبنتائجها وأقوم بها بشكل منهجي.

اللّهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علما.

 

 

ثريا شعبان،

متطوعة في جمعية الارشاد والاصلاح في لبنان – بيروت، منذ 2017 كمعلمة تربية دينية للدورات والحلقات.

Write a comment