“تطبيق إطار فيرست في رحلة  تعلّم حول “إدارة الوقت

تطبيق إطار فيرست في رحلة  تعلّم حول “إدارة الوقت”

للأستاذة هبة خرطبيل 

نبذة عن الكاتبة

  • هبة علاء الدين خرطبيل، فلسطينية مقيمة في لبنان
  • بكالوريس تكنولوجيا حيوية
  • ماسترفي البيولوجيا الجزيئية التشخيصية والوراثة البشرية
  • باحثة في مجال علم الوراثة العصبية سابقاً
  • معلمة علوم سابقاً
  • مسؤولة الشؤون الطلابية في منحة التدريب المهني سابقاً
  • مسؤؤلة البرامج اللامنهجية في مركز مهارات للتدريب و التطوير سابقاً
  • مرشدة شبابية، مصممة و مدربة مهارات حياتية ، مدربة دورات إسلامية شبابية، طالبة علوم شرعية.

مخرجات التعلّم

بعد معايشتي لرحلات فيرست، شعرت بحماسة شديدة لتطبيق ما تعلمته من مجالات و مبادىء و تقنيات ووسائل حديثة و دمجها في رحلات التعلّم التي أصممها وأيسرها، ساعية لضمان الأثر العميق في أجيالنا الصاعدة. و بناءً على ذلك، قمت بتصميم و تيسير رحلة تعلم حول أدارة الوقت لمجموعة من المتعلمات في مركز ملتقى النور في لبنان، وذلك بمناسبة مرور عامٍ على تعارف المتعلمات في حصة تربية اسلامية بعنوان “فذكّر”.

قمت بتصميم الرحلة بالاعتماد على إطار فيرست لتحقيق تجربة معايشة متعلم نشطة عميقة و جاءت مخرجات التعلم على الشكل التاّلي:

المخرجات الوجدانيّة

  • يستشعر أهمية الوقت

المخرجات المهاريّة

  • يحدد الوقت اللازم للأنشطة والمشاريع
  • يرتب الأولويات بشكل صحيح 

المخرجات المعرفيّة

  • تعريف عجلة الحياة المتوازية
  • تحديد أهمية التوازن بينها

مخرج الآداء

  • إدارة الوقت بحكمة و بشكل سليم

تسلسل الأنشطة

تأثراً بما تعلمته في رحلات فيرست قمت بتصميم مجموعة من أنشطة المعايشة والأنشطة التعلميًة مراعيّة مجالات الإطار الخمس في الأنشطة كافة، وقد تنوعت الأنشطة و تسلسلت على الشكل التّالي:

1– نشاط  افتتاحي لكسر الجليد

وضعت مجموعة من الصّفات الايجابية بشكل عشوائي و دعوت المتعلمات لاختيار صفة لكلٍ منهن. عزز النشاط التفاعل الإيجابي و أوجد بيئة آمنة للتفاعل والتعلم، كما أن استخدام صفة خاصة بكل متعلمة ساعد في تحقيق مبدأ الإفراد المنطوي تحت مجال التركيز على المتعلم. و قد حرصت في هذا النّشاط على زيادة الجاهزية لدى المتعلمات فزودتهن بالتعليمات و ارشدتهن الى البطاقات و شجعتهن للبدء بالنّشاط. أما في مرحلة التيسير فشجعت و حفزت و هنأت و أثنيت وشكرت الجميع على مشاركتهن كما حرصت على تفاعل الجميع و حصول كلٍ من المتعلمات على صفة مميزة تظهر تميزها. في نهاية هذا النشاط استوقفني اجماع المتعلمات على أنهن يشعرن بالانتماء لمجموعة واحدة للمرة الأولى بالرغم من مرور سنة كاملة على تعارفهن.

 

2– النشاط التعلميّ الأول – كم من الوقت تساوي الدقيقة الواحدة؟

خلال هذا النشاط دعوت المتعلمات للجلوس بهدوء واغلاق اعينهن و عدم التحرك لمدة دقيقة واحدة. يهدف النشاط الى استشعار أهمية و قيمة الدقيقة الواحدة من الوقت و ربط ها المفهوم بتجاربهن اليومية ، وهو يحقق مبدأ الانعاكس على الواقع المنطوي تحت مجال تحويل التعلم الى آداء واقعي ملموس.

وقد قمت باحترام نموذج رار و تطبيق المجال الثالث بمبادئه الثلاث من زيادة الجاهزية الى تيسير النشاط و من ثم إلى مرحلة المراجعة النشطة. ففي مرحلة زيادة الجاهزية هيأت المتعلمات نفسيًّا و ذهنيًّا و جسديًّا للنشاط، وزودتهن بالتعليمات و طلبت منهن اعادتها.

أما في مرحلة التيسير فواكبت و شاركت و تابعت و حرصت على مشاركة الجميع.

في مرحلة المراجعة النشطة سحبت الخواطر والمشاعر و يسرت لربط المتعلمات لمفهوم أهمية الوقت بواقعهن و حياتهن اليومية. في مرحلة المراجعة النشطة تم سحب المخرج الوجداني للقاء كما ساعد المتعلمات في تحديد الوقت اللازم لكل نشاط او مشروع يقمن به.

3– النشاط التعلميّ الثاني – عجلة الحياة المتوازيّة

فحرصت على زيادة جاهزية المتعلمات و شرحت التعليمات بوضوح ووزعت نموذج لعجلة الحياة المتوازية لكل متعلمة، كما أنني سحبت أهمية هذه العجلة و ضرورة التوازن بين مختلف عناصرها.

أما في مرحلة التيسير، فأعطيت كل متعلمة الوقت والحرية لتستخدم هذه العجلة في اكتشاف طريقة حياتها.

مرحلة المراجعة النشطة خصصت للانعكاس على الواقع و ربط التعلم بالآداء الواقعي الملموس، فتأملت المتعلمات في طرق حياتهن و قاموا بتحديد أهدافهن واعمالهن المستقبلية، بالإضافة الى تحديد الخطوات المستقبلية بشكل واضح لإدارة أوقاتهن بحكمة و تحقيق التوازن بين جميع مجالات الحياة المذكورة بالعجلة، شاركت بعض المتعلمات بخطواتهن أمام الجميع و تم تبادل التغذية الراجعة البناءة اللإيجابية.

4 – النشاط التعلميّ الثالث

من بعد ما تم تحديد الأهداف و الأعمال الخاصة بكل متعلمة في رحلة التعلم، تم الانتقال إلى نشاط يساعد في تحديد الأوقات الغير فعالة لتفعيلها واستغلالها بتحقيق الأهداف كي تصبح هذه الساعات ذات قيمة وفرصًا للإنجاز. قسمت المتعلمات الى ثلاث مجموعات وزودت كلًا منها بنموذجٍ يتضمن جميع الأعمال الروتينية و الغير فعّالة لتقوم المتعلمات بتحديد أفضل الأوقات وأنسبها لتنفي الاعمال طبعًا كلٌ حسب طاقتها البيولوجية ووقتها.

طبقت خلال هذا النشاط كما في العديد من الانشطة الأخرى مجال التفاعل الإيجابي بمبادئه الثلاث، فجعلت من النشاط حدثًا اجتماعيًّا تجتمع فيه الصديقات لتتناول روتينها اليومي و تتشارك التحديات و الحلول، حرصت على تحفيز المتعلمات و شد انتباههن للمشاركة و المبادرة فشجعت و مدحت و مازحت وشاركت، كما أنني حافظت على الروح اللإيجابية خلال مراحل النشاط كافة ولاسيما في مرحلة المراجعة النشطة و تبادل التغذية الراجعة عندما عرضت بعض المتعلمات جداولها أمام الجميع. وقد تم تطبيق مجال التركيز على المتعلم في مرحلة العروض أيضّا، فمنحت المتعلمات الثقة للعرض و لتزويد التغذية الراجعة البناءة الإيجابية لبعضهن البعض. قادت المتعلمات النشاط بينما بادرت من وقت لأخر بطرح مجموعة من الاسئلة بهدف التحقق و التقويم.

5 – النشاط التعلميّ الرابع- رتب البطاقات

قمت بتقسيم المتعلمات إلى فرق، للعمل على نشاط جماعي آخر، ووزعت بطاقات كنت قد حضرتها مسبقًا (قامت المتعلمات بترتيب البطاقات على حسب الأولويات)، هيأت المتعلمات و زودتهن بالتعليمات كما قمت بتحديد وقت معين لكل فقرة من النشاط لتضمن فقرتين مختلفتين (زيادة الجاهزية). في مرحلة التيسير كنت أذكرهن بالوقت بطريقة جاذبة محفزة، وفي مرحلة التيسير منحت المتعلمات الثقة الكاملة للقيام بإدارة النشاط، فقمن بتوزيع المهام بينهن حسب طاقة كل منهن (الثقة بالمتعلم)، تم تطبيق النشاط على فقرتين ، كما قمن بمناقشة مخرجات التعلم في مرحلة المراجعة النشطة (المبدأ الثالث للمجال الثالث – R- Domain)   وقمت بسحب مخرج أساسي من مخرجات التعلم وهو العمل على تحديد الأولويات.

6 – نشاط ربط وتلخيص- الضوءالأحمر/ الضوء الأخضر

تطبيقًل لمجال التسلسل والأنسيابية بمبادئه الثلاث ولا سيما مبدأي الربط و التلخيص و التكرار بلا ملل، تم التحضير مسبقًا لجائزة للمتعلمة التي تصل للخط الأحمر قبل الجميع، بعد شرح النشاط من قبل الميسرة تم تحديد نقطة انطلاق تم فيها تلخيص جميع النقاط عند كلمة والتقدم نحو الضوء الأخضرعند سماع “ضوءأخضر” دلالة على صحة الإجابة، أو التقدم نحو الضوء الأحمرعند سماع “ضوءأحمر” دلالة على عدم صحتها.أضاف النشاط روح المرح و التسلية و عزز مجال التفاعل الإيجابي أثناء تجربة المعايشة، فلقد شعرت جميع المتعلمات بالإنجاز من خلال ربط الافكار و تنظيمها والمشاركة في تسلسلها مما ساعدهن في تحديد أهدافهن و أعمالهن و جدولة أوقاتهن و تحديد الاولويات فاستشعرن بخروجهن من الرحلة بمنطق جديد لتنظيم الوقت .

7 – نشاط المهمة

ساعد تنوع الأنشطة بين أنشطة تعلم وأنشطة معايشة بالإضافة الى احترام مستوى الطاقة في تطبيق مجال التسلسل و الإنسيابية. و بالإضافة إلى تجهيز نموذج مطبوع يشمل ساعات اليوم مع ساعات كل صلاة و تم إضافة أهداف الشهر و جزء للأولويات و جزء للأنطشة خلال اليوم، و تم توزيعها على جميع المتعلمات، كما تم إقتراح متابعتهن بعد فترة من خلال زيارتهن لمكتبي و تم بعد ذلك إعادة شرح بعد الأنشطة لمن تأخر عليها.

8- غياب النشاط المنشط

إن كنت  لأغير أمرًا في هذه الرحلة، لكنت أضفت نشاطًا منشطًا بعد النشاط التعلمي الثاني، اذا استشعرت أهميته في هذه المرحلة من الرحلة لشحن طاقة المتعلمات و اراحة أذهانهن قبل المتابعة بما تبقى من أنشطة تعلم.

الخاتمة

 كانت الرحلة بالنسبة للمتعلمات تسير بمنتهى التسلسل و الانسيابية وهو ما عبرن عنه في نهاية اللقاء، فلقد بدأت الرحلة وانتهت في وقتها المحدد مسبقًا ، و تم تيسير الأنشطة بدقة وتطبيق كافة المجالات والمبادىء مما ساعد الجميع على تطبيق ومعايشة جميع الأنشطة بأنفسهن وترك أثرًا عميقّا في نفوس و عقول المتعلمات فغير من تفكيرهن وساعدهن للتحسين من حياتهن.

في نهاية اللقاء، تلقيت الكثير من التعليقات الإيجابية جدًا ، بعضهن عبرت عن أن الرحلة في غاية الإفادة، و أخرات عبرن عن أنها ممتعة،ومهمة، ومحفزة للعمل.

تم بفضل الله  تصميم و تيسير تجربة معايشة متعلم نشطة عميقة، تجربة مثمرة للمتعلمات ذات أثر عميق بإذن الله، ونسأل الله حسن الأثر وعمق الأثر ودوام الأثر وامتداد الأثروقبول الأثر، والحمدلله رب العالمين.

 

Write a comment