البطل الصغير إلى الأقصى يطير

البطل الصغير إلى الأقصى يطير- رحلة تعلم من لبنان

الأستاذة ليلى أرناؤوط

 الفكرة:

“هيّا يا أطفال: لنشد الرّحال إلى قصص الأبطال في الأرض المباركة”.. تحت هذا الشعار أقام مركز غدي للناشئة في جمعية الإرشاد والإصلاح – بيروت، رحلة تعلم بعنوان: “البطل الصغير إلى الأقصى يطير”، وكان ذلك يوم السبت 14 تشرين أول 2023 في مركز السلطان محمد الفاتح، بيروت، لبنان بهدف تعريف النّاشئة من 8-12 سنة بالمسجد الأقصى من خلال مجموعة من الأنشطة تضمنت قصصًا وزوايا وألعاب دينيّة وتربويّة هادفة:

– فيديو تربوي: “الشيخ ياسر والضيف الغدّار” ومناقشته.

– لعبة تربوية: “فك الأسير” حيث يسيرون تحت الأنفاق لتحرير أسير.

-عرض مصغر:  مشاهدة سلايد “غدي في بيت المقدس”.

– لعبة تربوية: “أحلى بيت” حيث يبنون بيوتاً من ال Lego ثم يقوم أحدهم بتخريبها للتضامن مع أهل فلسطين، وذلك ليعيشوا إحساس الظلم والاحتلال بطريقة تناسب عمرهم.

– لعبة تربوية: ال bowling حيث يرمون الجنود الأعداء بطابة البولينغ

– لعبة تربوية: تركيب صورة المسجد الأقصى والتعريف به

– نشاط الرسم: رسم على الوجه وغيره

– زاوية عرض بوربوينت غدي في بيت المقدس تتحدث عن القضية الفلسطينية بطريقة مختلفة، والتفرقة بين مسجد الأقصى وقبة الصخرة.

مخرجات التعلم الأساسية

سيكون المتعلم في نهاية الرحلة قادرًا على أن…

المخرجات الوجدانية:

– يستشعر أهمية المسجد الأقصى للمسلمين.

– يتعاطف مع أخوته المسلمين من الفلسطينيين، ويشعر بمعاناتهم.

– يقدر أهمية المساهمة في دعمهم المادي والمعنوي.

المخرجات المهاريّة:

– ينمي مهارات التركيب والتصميم.

– يقارن بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

المخرجات المعرفيّة:

– يعدد أقسام المسجد الأقصى.

– يروي ما يعاني منه الفلسطينيون.

الأنشطة:

تنوعت الأنشطة ما بين حسية، بصرية، سمعية، حركية لتحاكي مختلف أنماط شخصيات الأولاد.

بدأت الرحلة من العنوان في الإعلان حيث كان من وحي النشاط.

 

وانطلقت الرحلة ببطاقة (تيكيت) تمثل بطاقة الطيران لرحلة نحو المسجد الأقصى، استلم المشاركون البطاقات التي تضمنت دوائر ملونة تمثل الألعاب والأنشطة المتنوعة. وزِّعت الألعاب والأنشطة: كلٌّ على طاولة، ووُضع على كل طاولة رمز ممثل بلون (الصور المرفقة).

بطاقة الطيران طاولة اللون الأحمر

قمنا بعد ذلك بتقسيم المشاركين إلى مجموعات، بحيث تتناوب المجموعات على الطاولات – Station Rotation .

وفي اللعبة الاولى على سبيل المثال: وهي لعبة “تحرير الأسير”، صممنا نفقًا بدائيًا باستخدام الكراسي والطاولات وبعض الشراشف، و دعونا المشاركين للزحف داخل النفق حتى يصلوا إلى مكان احتجاز الأسير للقيام بتحريره.

أما اللعبة الثانية فكانت عبارة عن لعبة البولينج، بحيث جسدت القناني البلاستيكية الجنود الاسرائيليين، وتناوب المشتركون على إسقاطها بالكرات. وكنا قد طبعنا صوراً للجنود الاسرائيليين، وقمنا بلصقها على القناني البلاستيكية.

وكان النشاط الثالث عبارة عن تركيب بازل Puzzle، استخدمنا ساعة لضبط الوقت وتحفيز المشاركين على إتمام المهمة بسرعة، كما قمنا بمساعدتهم ومشاركتهم العديد من المعلومات حول معالم الأقصى.

ومن أكثر الألعاب تأثيرًا بالأطفال كانت  لعبة “أحلى بيت”، فلقد تمت دعوة المشاركين لبناء منزل أحلامهم باستخدام الليجو، وكنا كلما أوشكوا على الانتهاء من بنائه ننزعه منهم بالقوة، ونقوم بتهديمه، في محاكاة لما يفعله اليهود في منازل الشعب الفلسطيني.  وكنا نقوم بمراجعة نشطة لما حدث، ونسحب منهم الخواطر والمشاعر، وقد دفع النشاط بعض الأطفال إلى البكاء تعبيرًا عن حزنهم لما يحدث.

تأثر أحد الأولاد عند هدم بيته الذي عمره من قبل الصهاينة

قال كان بعدلي بس حط…. وبيخلص البيت فهدمولي ياه.

في زاوية أخرى، اطّلع المشاركون على عرض مصغر حول “غدي في بيت المقدس”، تم فيه شرح مفصل للأولاد حول الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

زاويتا التصوير لم تكن أقل عمقا ومتعةً، فلقد تم توزيع كوفيات وشالات فلسطينية للتصوير، وتناوب المشاركون على التقاط صور في طائرة كنا صنعناها من كرتون مقوى قبل اللقاء، كما شاركوا في رسم لوحات تجسد القضيّة الفلسطينيّة.  كانت زاوية الرسم و التلوين الحر فسحة للتعبير عن مشاعر الأولاد تجاه فلسطين والأقصى.

وقد تضمنت الرحلة أنشطة متنوعة أخرى كالرسم على الوجه وجمع التبرعات التي كانت عبارة عن رسم الاشتراك، وأصْرَرْنا على تسلم رسم الاشتراك من الأولاد أنفسهم بهدف شراء تيكت الطائرة للسفر إلى فلسطين، وتقديم واجبنا المالي بالوقوف إلى جانب إخوتنا، كما حضر المشتركون فيلمًا للشيخ ياسر والضيف الغدّار وتمت مناقشته.

تطبيق مجالات إطار فيرست

لتطبيق مجالات فيرست، قمنا بمجموعة من الإجراءات أشارككم بعضها:

مجال التركيز على المتعلم

  • إعطاء كل متعلم بطاقة خاصة به فيها بياناته الشخصية.
  • التأكد من مشاركة الجميع في كل الألعاب باستخدام الألوان التي ترمز الى كل لعبة أو نشاط شاركوا فيه.
  • التنويع في الأنشطة بحيث يجد كل متعلم ما يرغب فيه
  • فتح مساحة للرسم الحر يشارك فيها كل متعلم بما يحب ويرغب
  • دعوة المتعلمين لبناء منزل أحلامهم (المنزل الخاص بكل واحد منهم)

مجال التفاعل الإيجابي أثناء تجربة المعايشة

الابتسامة الدائمة و التعاطف مع المتعلمين، ولا سيما في نشاط المنزل المهدَم.

تقسيم المشاركين إلى مجموعات، والحرص على تفاعل الجميع في مختلف الألعاب.

تصميم وتيسير حدث اجتماعي يشبه إلى حد كبير اللقاء بين الأصدقاء.

مناقشة المفاهيم الأساسية بشكل جماعي، والإنصات بتأن لمشاركات الجميع.

مجال مراجعة الأنشطة باستخدام نموذج رار

حرصنا على تطبيق المراحل الثلاث لنموذج رار في كل نشاط، فكنا نزيد جاهزية المتعلمين قبل النشاط، ونزوّدهم بالتعليمات والأدوات اللازمة، ونتأكد من فهمهم للمطلوب، كما أشرفت كل ميسرة على نشاط، وساعدت المتعلمين على إتمامه، وكنا نقوم في مرحلة المراجعة النشطة بمناقشة ما قمنا به خلال اللقاء، وسحب مخرجات التعلم الخاصة به، فمثلًا قامت الميسرة بسحب المشاعر في مرحلة المراجعة النشطة لنشاط “أحلى بيت”، وربطته بما يحدث في فلسطين المحتلّة وبمعاناة الأخوة الفلسطينيين المستمرة والمتكررة.

مجال التسلسل والانسيابية أثناء تجربة المعايشة

بدأت الرحلة بالبطاقة التي قطعها المشاركون للرحلة، وتوزعت الميسّرات على الأنشطة، ويسرنا انتقال المجموعات من نشاط إلى آخر بتسلسل و انسيابية.

مجال تحويل التعلم إلى أداء واقعي ملموس

في هذا المجال قمنا بربط كل نشاط بواقع المتعلمين، وسحبنا نوع وآلية المساعدة التي يمكن أن يقدمها كل منا، وحثثنا المشاركين على البدء بالخطوة الاولى لمساعدة إخواننا بالطريقة التي تناسبهم، إما بكلمة معبرة، أو دعاء، أو مشهد تمثيلي، أو نشيد، أو رسم، أو بجزء يسير من المال يقدمونه بأنفسهم لدعم القضيّة الفلسطينية.

 أثر الرحلة على الأهل والمتعلمين:

بالرغم من أن  التحضير لهذا النشاط تم بطريقة سريعة جدًّا مواكبة لما تتعرض له غزة، ولم يكن ضمن الخطة السنويّة الخاصة لمركز غدي، إلا أن أثر الرحلة في نفوس المشاركين وأهاليهم كان لافتًا. فوصلت عدة تعليقات تدل على اندماج المتعلمين في الرحلة وتفاعلهم في الأنشطة بسرور منها:

  • “كنت خايفة يحضرو مشاهد التي عم تصير حقيقة بفلسطين، لكن انتم أوصلتم الذي لازم يوصل حسب عمرهم وبطريقة جميلة جدا”
  • “.. جزاكم الله كل خير.. للاخوات الذين قاموا بإعداد هذا النشاط .. فمن خلاله أدخلتم في قلوب الاطفال حب فلسطين والاقصى، واوضحتم فكرة احتلال فلسطين من قبل اليهود بطريقة مبسطة. فكرة شراء تيكت رائعة .. فكرة النفق وتحرير الاسير .. أروع …..جزاكم الله كل خير … من أجمل الأنشطة الهادفة والتي تعمل على احياء قضية فلسطين في قلوب الناشئة”
  • “مريم رجعت كتير مبسوطة ..الحمدلله”

في الختام، لربما سابقا كنا نطبق البعض من مجالات فيرست دون إدراك منا لاسم المجال أو سبب القيام بهذه الإجراءات، إلا أن الإطار أعطانا منهجية بينة مع العناوين والتفاصيل والأسباب لكل خطوة نقوم بها، فأصبحنا قادرين على تحديد ما نقوم به، وتمييز سببه، ونقده، والتأكد من وجود ما يجب وجوده، ومن تفادي ما لا ينبغي القيام به.

لمزيد من الصور، يمكنكم الضغط على الروابط أدناه:

https://tinyurl.com/2x7vtp2

https://fb.watch/nLFUIZCnbZ/?mibextid=Nif5oz

Write a comment