الدكتور عبد الله بن عفيف – رحلة من التحدي إلى التمكين

نبذة عن الميسّر:

يعد الدكتورعبد الله بن عفيف أحد أبرزالمشاركين في رحلة “تأهيل الميسر لتيسير تجربة معايشة المتعلم النشطة العميقة باستخدام إطار فيرست”، وهي رحلة تندرج ضمن مشروع “تطوير مهارات إدارة الحالة لدى أخصائيي التمكين”، التابع لوكالة الضمان الاجتماعي والتمكين، بالتعاون مع شركة “أروقة”. وتعد هذه الرحلة رحلة تعلم تهدف إلى تأهيل عشرين ميسرا لتيسير ست رحلات تعلم، وقد تولت مجموعة “سيجا” إعادة تصميمها لتتوافق مع منهجية FIRST-ADLX. وقد قام الدكتور عبد الله بتيسير “الرحلة التأسيسية” – وهي إحدى هذه الرحلات التعلمية – باستخدام منهجية إطار فيرست، وذلك في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.

 واجه الدكتور عبدالله تحديات لوجستية وتنظيمية متنوعة خلال تيسيره لهذه الرحلة، خاصة مع مشاركين تميزوا بتنوعهم المعرفي وعددهم الكبير مقارنة مع المجموعات السابقة (قرابة 30 مشاركًا).

شكل تنوع البرسونا (Persona) التحدي الأبرز الذي واجهه دكتور عبدالله أثناء التيسير، مما استدعى تكرار بعض الأنشطة بأشكال مختلفة لضمان التفاعل من جميع المشاركين، كما واجه صعوبات في تجهيز القاعة التي لم تكن مهيأة مسبقًا، مما اضطره لإعادة ترتيبها قبل اللقاء، بل والبدء من دون طاولات في اليوم التالي. كما واجه تأخيرًا في تسلُّم قوائم المشاركين وبطاقات الهوية، مما أثر على استعداده الشخصي للتعرف على المشاركين، إضافة إلى تأخر طباعة البطاقات، مما دفعه إلى تعديل أحد الأنشطة بالاستعانة بأحد المشاركين ممن يتميز بخط جميل.

 من جهة أخرى، أثّرت بعض العوامل البيئية مثل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة سلبًا على بعض المشاركين، إلا أن هذه المواقف تحوّلت إلى فرص لتعزيز جو المودة والتعارف، مما أتاح تطبيق مبدأ الحدث الاجتماعي. ورغم هذه التحديات، لاحظ دكتور عبد الله وجودَ تحدٍّ يتعلّقُ بما كان يُفترض أن يعرفه المشاركون قبل اللقاء، مما استدعى مزيدًا من الجهد في التيسير لضمان جاهزية المشاركين بالمعلومات التي يحتاجونها للمشاركة في الأنشطة وتحقيق مخرجات التعلم.

وبالرغم من كل هذه التحديّات،عبّر دكتور عبدالله عن تقديره العميق لتأثير التصميم المقدم من فريق سيجا، والذي ساعده في التركيز على المتعلم وتطبيق مبادئ الإطار بوعي، حيث أشار إلى أنه بدأ يتعامل مع تجربة المعايشة كجزء منه، لا كمجرد مهمة تدريبية.

التصميم ومخرجات التّعلم

اختار الدكتور عبد الله إطار فيرست نظرًا لما يقدمه من منهجيّة واضحة عميقة تدعم التفاعل الإيجابي النشط العميق بين المشاركين، وقد وجد أن التصميم المقدم من فريق سيجا يعزز من انسيابية اللقاءات ويضمن التسلسل المنطقي للأنشطة ولمخرجات التعلم، ويوفّر أدوات مرنة تسهّل عملية التيسير وتدعم تحقيق الأثر. وقد صرّح أن التفكير لم يعد ينصب فقط على إتمام المحتوى بل على عيش تجربة المعايشة بكل مكوناتها وجميع نقاط تماسها (أشخاص وأشياء)، مما جعله يتبنى تساؤلات جديدة مثل: “هل أستطيع أن أعيش التجربة؟” بدلًا من “هل أنجز كل المحتوى؟”

وقد امتدت الرحلة على مدار لقاءات متتالية، حيث تم تفعيل مجموعة متنوعة من الأنشطة رغم التحديات، وتم تيسيرها بشكل حضوري. وقد روعي في ترتيب الأنشطة تنوعها وارتباطها بسياق المشاركين، إلى جانب مراعاة الطاقة المطلوبة لكل نشاط والوقت المتاح، مع مراعاة المراجعة النشطة بعد تيسير كل من الأنشطة التعلمية وذلك عبر تثبيت أسئلة: ماذا حدث خلال النشاط؟ ماذا تعلمنا .What? So What? Now What? من النشاط؟ ماذا سنغير استنادًا على الدروس المستفادة من النشاط؟ من اليوم الأول

أما مخرجات التعلّم فنشارككم بعضها:

مخرجات التعلم:

الوجدانية:

  • أن يشعر كل مشارك بأنه جزء من الرحلة وأن لديه دور فاعل فيها.أن يستشعر المتعلم معنى المسؤولية الاجتماعية والوطنية.

المهارية:

  • أن يشارك بوعي في الأنشطة وأن يتفاعل مع الزملاء بفعالية.
  • أن يطبق معنى المسؤولية الاجتماعية والوطنية.

المعرفية:

أن يعدد مظاهر المسؤولية الاجتماعية والوطنية.

لتحقيق المخرجات، يسّر دكتور عبد الله مجموعة متنوعة من أنشطة التعلم (عروض مصغرة-أنشطة محاكاة- تعلم أقران- ألعاب تربويّة- تعلم تعاوني….) وأنشطة المعايشة (ما قبل الافتتاحي- افتتاحي- ربط وتلخيص- منشط- ختامي….) انْسابتْ وتسلسلتْ لتضمنَ اندماجَ المشاركينَ خلال الرحلة الكليّة وتفاعلهم النشط العميق. نشارك أحد هذه الأنشطة الذي يسرها دكتور عبدالله باستخدام نموذج رار.

نشاط تعلمي: لعبة التحدي بالقلم الكبير والحبال

من بين الأنشطة التي يسّرها دكتور عبد الله باستخدام نموذج RAR “لعبة التحدي بالقلم الكبير والحبال”، وهو نشاط يتطلب مستوى طاقة مرتفع، ومخرجه الأساسي مخرج وجداني وهو “أن يستشعر المتعلم معنى المسؤولية الاجتماعية والوطنية”.

زيادة الجاهزية:

هيأ دكتور عبدالله المشاركين نفسيًا وذهنيًّا من خلال ربط النشاط بمفهوم المسؤولية كمخرج وجدانيّ، ثم قسّم المشاركين إلى مجموعات، بحيث تمسك كل مجموعة بأحبال مربوطة بقلم، ودعاهم لكتابة كلمة أو جملة ذات معنى باستخدام التنسيق الجماعي. أراد دكتور عبدالله أن يعزز مفاهيم التعاون والمسؤولية المشتركة والانضباط عبر هذه اللعبة.

تيسير النشاط:

 حرص الميسر على التنقل بين الفرق لدعمهم في التحكم في القلم والتنسيق الجماعي دون تدخل مباشر، مع تعزيز شعور كل مشارك بأهمية دوره في الفريق.

المراجعة النشطة:

طُرحت أسئلة للمراجعة مثل: ماذا واجهنا؟ ما الذي نجح؟ ما الذي سنغيّره لو أعدنا التجربة؟ مما عمّق من فهم المشاركين لمخرج التعلّم خلف النشاط.

تطبيق مجالات إطار FIRST الخمسة

التركيز على المتعلم:

طبّق الدكتور عبد الله مبدأ الإفراد من خلال محاولته التواصل الفردي مع المشاركين رغم كبر العدد، كما فعّل التحقق والتقويم باستخدام أنشطة جماعية يتخللها ملاحظات دقيقة. وأظهر الثقة بالمتعلم عبر إعطائهم أدوارًا فعالة وتعديل الأنشطة بناءً على تفاعلهم.

التفاعل الإيجابي أثناء تجربة المعايشة:

تجلّى مبدأ الحدث الاجتماعي بشكل غير مباشر عبر التحديات المناخية التي جمعت المشاركين في جو من التعاطف، كما حرص الميسر على خلق أجواء إيجابية، واستخدم المزاح والتواصل المحبب الإيجابي، مما عزّز من الحضور الذهني والجاهزية للتفاعل.

مراجعة الأنشطة (نموذج رار):

استُخدم نموذج RAR في جميع الأنشطة التعلميّة كما هو موضح في المثال الذي سبق ذكره، وقد ساعد في تعميق التجربة وتحقيق الانتقال من التفاعل اللحظي إلى التعلُّم المستدام.

التسلسل والانسيابية أثناء تجربة المعايشة:

امتدح الميسر التسلسل المنطقي للتصميم، وأشار إلى أن تقسيم الوقت على وحدات التعلم ساعد في ضبط الإيقاع. كما راعى التنوع والتدرج والربط بين المفاهيم.

تحويل التعلّم إلى أداء واقعي ملموس:

ظهر أثر هذا المجال جليًا في اليوم الأخير، حيث لمس دكتور عبد الله أثر الرحلة في أداء المشاركين، وأشار إلى أن الوعي لديهم كان مرتفعًا أثناء تنفيذ التمارين، كما عبّر عن رغبته في نقل هذا النموذج إلى سياقات الأونلاين مستقبلاً. ولتفعيل هذا المجال يسّر د.عبدالله أنشطة محاكاة وربط التعلم بواقع المتعلمين في عدة مواضع بما فيها مراحل المراجعة النشطة، ويسر فرصًا متعددة ليتأمل المشاركون في واقعهم وفي كيفية الاستفادة مما يعايشونه للتحسين من هذا الواقع.

الخاتمة

شارك دكتور عبدالله أثر الرحلة على المشاركين وعليه شخصيّا، فعبر عن استشعاره لممارسة المشاركين للأنشطة بوعي واندماج، وتعبيرهم عن الارتياح لتسلسلها وتنوع الأساليب، مما يشير إلى تحقق أثر إيجابي ملموس.

أما على الصعيد الشخصي والمهني، فعبّر د.عبد الله عن تغيّر نظرته لدوره، إذ لم يعد مصدر المعرفة الوحيد بل أصبح ميسّرًا فعليًا، كما أشار إلى أنه تخلص من مخاوفه السابقة المرتبطة بنقل المحتوى من معارف ومعلومات فحسب  أو الرجوع إلى أساليب تدريب تقليدية تلقينيّة. واكتشف في نفسه راحة أكبر في الأداء وثقة أعلى، مع وعي مستمر بأهمية تنظيم وقته والتأمل بعد كل لقاء بما حدث خلال اللقاء وبما يمكن تحسينه في اللقاءات القادمة.

وفي الختام، وجه دكتور عبدالله رسالة عفويّة معبّرة للميسرين فقال باختصار وبابتسامة واضحة ” يا عمّي، عِشْ!! 😊” في دلالة على دور الميسر في أن يعيش التجربة بكل مكوناتها وفي مساعدة المشاركين ليعيشوها بكل حواسهم.

==============================================================================

 

Write a comment