الأستاذ باري سعيد- تطبيق إطار FIRSTedu-ADLX في مادة الفقه:كيف أصلي؟

 

 

 

المقدمة

باري سعيد، من مواليد عام 1970 في بوركينا فاسو، تخرج في الجامعة الإسلامية بالنيجر حاملاً الإجازة العالية في الدراسات الإسلامية. يعمل مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية في مركز النور التابع لجمعية العون المباشر منذ عام 1999، في مدينة واغادوغو. تعرّف على إطار FIRSTedu-ADLX أثناء مشاركته في الرحلة التأهيلية من مبادرة “واجعلني نورًا”، والتي أحدثت تحولًا في نظرته للتيسير وأثرت في ممارساته كمعلم.

اما المتعلمون في الرحلة التي سنشاركها معكم فهم 44 متعلم نشط في الصف الثاني الابتدائي، ترواحت أعمارهم بين 7 و9 سنوات. اجتمعوا في رحلة تعلم حضورية، توفرت فيها بيئة آمنة إيجابية لكنها محدودة من حيث الوسائل التكنولوجية.

 بعد أن حفظ المتعلمون الأدعية والأذكار التي تقرأ في الصلاة، كان التحدي هو تحويل هذا الحفظ إلى أداء تطبيقي صحيح للصلاة، بأسلوب يحفز المتعلمين، ويرسّخ المعنى والقيمة. وقد لاحظ أ.باري أن الطريقة التقليدية لم تعد مجدية في خلق تفاعل إيجابي، فقرر استخدام إطار فيرستلزيادة تفاعل المتعلمين ورؤية أثر تطبيق إطار فيرست الفعلي على المتعلمين.

 نظرة عامة على التصميم التعلمي

اختيار إطار FIRSTedu-ADLX جاء لرغبة الميسر في الانتقال من التلقين إلى المعايشة، ومن الحفظ المجرد إلى التعلم العملي المؤثر. تميّز هذا الإطار بقدرته على تحفيز التفاعل، وبتكامل مجالاته ومبادئه التي تسهّل على الميسر تيسير الرحلة وتحقيق مخرجاتها بعمق ومرونة.

مخرجات التعلم:

الوجدانية:

    • أن يشعر المتعلم بأهمية الصلاة في حياة المسلم.
    • أن يدرك خطورة ترك الصلاة.

      المهارية:

      أن يؤدي المتعلم ركعتين من الصلاة أداءً صحيحًا.

      المعرفية:

      أن يذكر خطوات الصلاة بالترتيب.

    • أن يردد الأدعية المرتبطة بالصلاة.

      مخرجات الآداء:

      أن يلتزم بأداء الصلاة يوميًا.

    • أن يساعد زميلَا على أداء الصلاة أداءً صحيحَا.

 

ملخص تصميم الرحلة

تكونت الرحلة من لقاء تعلم حضوري واحد، يسرَت فيه أنشطة متعددة، وجاء تسلسل الأنشطة متدرجًا ومنسجمًا مع طبيعة الفئة العمرية، بدءًا من التهيئة ووصولًا إلى التطبيق الواقعي. نشارككم نشاطا تعلم على سبيل المثال لا الحصر.

نشاط تعلمي 1 باستخدام نموذج رار: لماذا أصلي؟

  1. زيادة الجاهزية:

 قام الميسر بربط النشاط السابق بما يليه فقال: “بعد أن حفظتم الأدعية في الصلاة، الآن سنتعرف على أهمية الصلاة وكيف نؤديها”. كما قام الميسر بتحفيز المتعلمين وإثارة فضولهم فقال: “سأطرح عليكم بعض الأسئلة في نهاية اللقاء، فاستعدوا للمنافسة الإيجابيّة”. بعدها قُسم المتعلمون إلى ثلاث مجموعات: أبي بكر الصديق، عمر بن الخطاب، وخديجة أم المؤمنين، وحصل كل منهم على ثلاثة أسئلة مفتاحيّة.

تيسير النشاط:

ناقشت كل مجموعة الأسئلة المفتاحيّة الخاصة بمجموعتها، مثلًا ناقشت المجموعة الاولى الاسئلة التالية:

-لماذا نصلي؟

-ما خطورة ترك الصلاة؟

-ما خطوات الصلاة بالترتيب؟

  1. المراجعة النشطة:

شاركت كل مجموعة اسئلتها وأهم ما خرجت به من النقاش وتم سحب العبر والتأكد من تحقق المخرجات الوجدانيّة والمعرفيَة.

نشاط تعلمي 2 باستخدام نموذج رار: كيف أصلي؟

  1. زيادة الجاهزية:

قام الميسر بتهيأة المتعلمين نفسيًّا للانتقال الى العرض المصغر ودعاهم للتركيز لأنه سيؤدي الصلاة أمامهم.

ثم وقف الميسر في مكان يستطيع الجميع أن يراه.

  1. تيسير النشاط:

ثم قام الميسر بعرض تطبيقي مصغر لكيفية أداء الصلاة من ركعتين.

بعد انتهاء الميسر من العرض، دُعيت كل مجموعة لاختيار ممثل يطبّق الصلاة أمام زملائه.

  1. المراجعة النشطة:

يسر الميسر حوار جماعي لتثبيت التعلم وتمكنيه معتمدًا “التوازن بين السحب والدفع”، مما أتاح الفرصة للمتعلمين بالتامل فيما تعلموه وربطه بخطوات عمليّة مستقبليّة.

تطبيق مجالات إطار FIRSTedu-ADLX

التركيز على المتعلم:

أظهر الميسر اهتمامًا بمعلومات المتعلمين المسبقة عن الصلاة من خلال استماع نشط لأسئلتهم ومداخلاتهم. كرّر أسماء المتفاعلين وشجّع مشاركتهم. كما أتاح للمتعلمين فرصًا متعددة لطرح أسئلتهم، مما عزز الثقة بأنفسهم.

التفاعل الإيجابي أثناء تجربة المعايشة:

فُعّل الحدث الاجتماعي عبر تقسيم المجموعات بأسماء رمزية لها مدلول إيماني إيجابي. توزيع الأدوار داخل المجموعات، والتشجيع على التعاون، أوجد بيئة تفاعلية يسودها الحماس والاحترام.

مراجعة الأنشطة باستخدام نموذج رار  :

طبقت مراحل RAR بدقة. جهز الميسر المتعلمين ذهنيًا فربط كل نشاط بما قبله، كما جهزهم نفسيًا وجسديًا للتأكد من استعدادهم الكليَ لكل نشاط.  وخلال مرحلة التيسير (عمل جماعي-تطبيق-عرض مصغر)، تابعهم وحفزّهم وتحقق وقوَم. أما المراجعة النشطة  فجمعت بين التحقق من الفهم والتأمل فيه وتأكيده أو تثبيته.

التسلسل والانسيابية أثناء تجربة المعايشة:

بدأ اللقاء بنشاط افتتاحي ثم مناقشة، تلاه عرض تطبيقي، ثم نشاط منشّط، ثم نشاط ربط وتلخيص، وانتهى بالنشاط الختامي. راعى هذا الترتيب تنوع الطاقة الذهنية والجسدية والوجدانيّة، وتكرار المفاهيم الأساسية بوسائل مختلفة دون ملل.

تحويل التعلّم إلى أداء واقعي ملموس:

اختُتم اللقاء بخطوة تطبيقية حيث طُلب من المتعلمين الالتزام بالصلاة لمدة أسبوع. وفي الحصة التالية، قُدمت جوائز لمن أدّى الصلاة بشكل صحيح أمام زملائه. هذه الخطوة عززت الاستمرارية، وساهمت في تحول التعلم الى أجاء واقعي ملموس.

الخاتمة

أثر الرحلة على المتعلمين:

شهد اللقاء تفاعلًا غير مسبوق من المتعلمين، حيث أبدوا حماسًا كبيرًا للمشاركة. تزايدت ثقتهم بأنفسهم، وتعاونوا بفاعلية في المجموعات. بعضهم ناقش كيفية الصلاة مع زملائه خارج الصف. قال أحدهم: “أريد أن نستكمل هذا اللقاء غدًا.”

أثر الرحلة على الميسر:

غيّر تطبيق الإطار نظرة الميسر لعملية التيسير. بعد أن كان يرى فيها عبئًا، أصبحت ممتعة وعميقة. شعر أن تطبيق إطار فيرست يختصر الجهد ويضاعف الأثر، خاصة في التربية الإسلاميّة. كما ساعده الإطار على تنظيم أنشطته واستخدام أساليب تشاركية جديدة.

أثر الرحلة على المدرسة أو المجتمع:

رغم أن التطبيق ما زال في بدايته، إلا أن الإشارات الإيجابية تنبئ بأثر ممتد الى المجتمع المحيط. يتطلع الميسر لتعميم التجربة على زملائه، وأن تصبح هذه المنهجية جزءًا من الثقافة التعلمية في مدرسته.

وفي الختام، يتقدم الأستاذ باري سعيد بالشكر والتقدير إلى مجموعة سيجا التي فتحت له أفقًا جديدًا في التيسير، وإلى منظمي رحلات التعلم ضمن مبادرة “واجعلني نورًا”، وخاصة الدكتور ياسر الفقي والأستاذ مصطفى خطاب، لما قدماه من دعم صادق ومرافقة حقيقية.

سائلًا الله أن يجعل هذا العمل خالصًا ومقبولًا، وأن يرى أثره في أبنائه المتعلمين وأمتنا أجمعين.

Write a comment