الأستاذ هشام ياسين – آثار الإنترنت

المقدمة:

يحمل أ.هشام ياسين شهادة ماجستير في هندسة الكمبيوتر والاتصالات. وقد انتقل إلى العمل التربوي وترأس إدارة البرامج التربوية في إحدى الجمعيات الإسلامية في لبنان بعد خبرة في مجال إدارة مشاريع الطيران. ينظم أ.هشام وينسق رحلات تعلم تهتم بالشباب وتركّز على تسخير التكنولوجيا في خدمة القيم المجتمعية. تعرّف على إطار FIRST-ADLX من خلال رحلة FIRSTedu التي التحق بها منذ ما يقارب العام.

أبدى المشاركون في الرحلة التي شاركَنا بها أ.هشام تحديًّا في التعامل مع الإنترنت. فآثاره لم تكن واضحة لديهم مما استدعى الحاجة لمناقشة السؤال التالي:

هل نكون مع أو ضد الإنترنت وكيف نوازن بين فوائدها وأضرارها؟

 كانت هناك وجهات نظر متضاربة ومفاهيم مشوّشة حول كيفية استخدام هذه التقنيات بشكل واعٍ ومتزن.

وقد شارك في رحلة التعلم مشاركون من مؤسسات مجتمعية تربوية من مناطق مختلفة في لبنان، أعمارهم تتراوح بين 12 و25 سنة، من الذكور والإناث، وفاق عددهم 50 مشاركًا. توفرت لهم وسائل تكنولوجية واسعة ومتنوعة مما ساعد في الحفاظ على تفاعلهم أثناء الرحلة.

تصميم الرحلة:

اختار أ.هشام إطار FIRST-ADLX لكونه يوفر منهجية منظمة تمنح الميسِر والمتعلِم تجربة معايشة نشطة عميقة. فما يميِّز هذا الإطار هو تكامله ومرونته وتوفيره أنماطًا تفاعلية تناسب شرائح مختلفة من المتعلمين.

مخرجات التعلم:

المخرجات الوجدانية:

  • أن يعي كل متعلم كافة جوانب التأثير المترتبة عن استخدام الإنترنت
  • أن يدرك أهمية التعامل مع الإنترنت والتقنيات الحديثة بموضوعيّة

المخرجات المهارية:

  • أن يعزز مهارة الإقناع بالاستناد على الحجج والبراهين
  • أن يرتب الأولويات
  • أن يطور مهارة اغتنام الفرص وتجنب المضار
  • أن يتقن مهارة التبين من المعلومات باستخدام الذكاء الاصطناعي

المخرجات المعرفية:

  • أن يعدد الآثار غير المباشرة للتبعية اللا إرادية للإنترنت
  • أن يعدد نقاط الضعف التي قد يتوهمها بعد الأشخاص بسبب الإنترنت
  • أن يعدد طرق استعمال الإنترنت لنشر الخير

مخرجات موازية:

  • أن يتقن الحوار البنّاء وتقبل آراء الآخرين
  • أن ينظر إلى المستجدات العصرية بموضوعية وتقبل

مخرجات الأداء:

  • ان يستخدم الانترنت بالوعي بآثاره على الفكر والسلوك والعلاقات المجتمعية

تسلسل الأنشطة:

صمم أ.هشام ويسّر لقاء تعلم تخللته مجموعة من أنشطة التعلم وأنشطة المعايشة. راعى فيها التنوع بين الحركي، والذهني، والحوار، والفيديو، والتأمل، بما يضمن الانسجام مع مستويات الطاقة والاهتمام لدى المتعلمين.

نشاط افتتاحي: عصف ذهني جماعي – فوائد الإنترنت 5 دقائق

    • ضمن مجموعات متعددة، قام كل فريق بتعداد فوائد الإنترنت، وتم تعيين متطوع لكتابة المدخلات.

نشاط عصف ذهني جماعي – أضرار الإنترنت 5 دقائق

    • بنفس الآلية السابقة، استعرضت كل مجموعة أبرز أضرار الإنترنت.

نشاط مناظرة أولى 5 دقائق

    • في ثنائيات، يتبنى كل فرد وجهة نظر معينة ويقنع الطرف الآخر، مع تقييم لمدى قوة الحجج.

نشاط فيديو – تغيير المعلومات 5 دقائق

    • مشاهدة مقطع فيديو يُظهر كيفية التلاعب بالمعلومات، ثم تدوين أبرز الدروس المستفادة من الفيديو.

نشاط منشط فكري/حركي – نسخ الصور بعد الحفظ 10 دقائق

    • شخصان يحفظان صورًا محددة ثم يقومان بنسخها على اللوح كتمرين للتركيز والذاكرة.

نشاط توجيه معلومة خارجة عن السياق – آيات القتال أو مثال آخر 5 دقائق

    • مناقشة تأثير أخذ المعلومة خارج سياقها الصحيح، وسحب الدروس المستفادة.

نشاط توجيه المعلومات بشكل ضمني – من السيرة النبوية 5 دقائق

    • عرض مثال من السيرة، ومناقشة أثر التوجيه غير المباشر للمعلومات.

نشاط التراندات 5 دقائق

    • ضمن مجموعات، قام المشاركون بذكر خمسة تراندات مشهورة أثارت استغرابهم أو ضحكهم أو حاولوا تقليدها.

نشاط التصنّع – مشهد تمثيلي 10 دقائق

    • عرض مشهد يظهر تصرفات مصطنعة ناتجة عن التأثر بالتراندات، ثم تحليل الرسائل المخفية

 

نشاط فيديو – استساغة الخطأ 10 دقائق

  • فيديو يظهر التأثر اللاواعي، تلاه نقاش حول الدروس المستفادة من الفيديو.

 

نشاط مناظرة ثانية – مقارنة بالمناظرة الأولى 5 دقائق

  • إعادة التمرين مع طروحات جديدة، واستخلاص الفروقات والدروس.

 

نشاط ختامي / ربط وتلخيص– مقارنة شاملة 10 دقائق

  • مقارنة بين الفوائد التي طُرحت في بداية اللقاء، والأضرار المستخلصة في ختامه، عبر نشاط جماعي تلخيصي.

 

نشاط تعلم باستخدام نموذج رار:

في نشاط التراندات (Trends) طُلب من المشاركين ذكر خمسة من التراندات المنتشرة على الإنترنت والتي استغربوها أو أضحكتهم أو حاولوا تقليدها.

مرحلة زيادة الجاهزية:

تم اختيار المجموعات بشكل عشوائي مع التأكد من التنوع داخل كل مجموعة. ساهم هذا في كسر الجليد وإثارة الحماس. كما قام أ.هشام بتزويد المتعلمين بالتعليمات بلغة واضحة وتحقق من فهمهم للنشاط.

مرحلة تيسير النشاط:

ذكر كل فريق خمسة تريندات وشاركوها مع الجمبع. تم ناقشوا بروح مرحة وتحليل ما وراء كل تراند من تأثير نفسي أو اجتماعي أو ثقافي. هذا النشاط حفّز استحضار تجارب واقعية عاشها المتعلمون وساعدهم في الربط بين الممارسات الرقمية وسلوكياتهم اليومية. بينما تابع الميسر النقاش وحفّز المشاركين على التفاعل والمشاركة.

مرحلة المراجعة النشطة:

سحب الميسر ما حصل خلال مناقشة الترندات، ثم أُعاد طرح السؤال: “ما الذي يمكن أن يؤثر فينا دون أن ننتبه؟” ثم طُلب من المشاركين كتابة الانعكاسات على اللوح، وتم تلخيصها من خلال ربطها بالقيم والسلوكيات المتأثرة بها.

تطبيق مجالات إطار فيرست

قام أستاذ هشام بمجموعة من الممارسات لتطبيق مجالات الإطار، نشارككم أبرزها على سبيل المثال:

– التركيز على المتعلم:

  • الإفراد: تم إعطاء كل فرد في المجموعة دورًا رسميًا مما سمح لكل فرد بأن يشعر بأهميته ودوره.
  • التحقق والتقويم: تمت مناقشة الأفكار المطروحة في كل نشاط جماعي وتقييم مدى اتساقها وتأثيرها وتقويمها بشكل غير مباشر بحيث لا تؤثر على البيئة الآمنة.
  • الثقة في المتعلم: طُلب من كل مجموعة إدارة نقاشها الداخلي وتوزيع الأدوار على أفرادها ومشاركة أفكارها أمام الجميع.

– التفاعل الإيجابي أثناء تجربة المعايشة:

  • الحدث الاجتماعي: المناظرة كانت حدثًا تفاعليًا حيًا زاد من الانسجام.
  • الروح الإيجابية: تم تقبّل كافة الآراء وتم التحقق والتقويم بلغة راقية ومحفزة.
  • التحفيز والانتباه: حفّز الميسر المشاركين ونوع الانشطة مما حافظ على انتباه المشاركين حتى نهاية الرحلة.

مراجعة الأنشطة – نموذج RAR :

تم تطبيق نموذج RAR في عدة أنشطة مثل التراندات (النشاط المفصّل في القسم السابق)، الفيدوهات، المناظرة. والمراجعة النشطة كانت حاضرة من خلال استخلاص الأثر، وتحليل الرموز والمواقف، وكتابة التأملات.

– التسلسل والانسيابية أثناء تجربة المعايشة :

قسم أ. هشام المحتوى إلى وحدات معرفيّة صغيرة ونظمها تنظيمّا متسلسل لضمان التعلم وتحقق الأثر، فبدأ بسحب الآراء الأولية، ثم قدّم حقائق مفاجئة لشد الانتباه، ثم ساعد المتعلمين لاستكشاف الجوانب الخفية للموضوع، وأخيرًا، قارن بين ما طُرح أولًا وما استخبصه المتعلمون في نهاية الرحلة. وقام بتلخيص المفاهيم الأساسيّة بنشاط جماعي.

– تحويل التعلم إلى أداء واقعي ملموس:

رُبطت الأفكار بواقع المتعلمين الرقمي اليومي، واستُخدمت أمثلة من السيرة النبوية والآيات لمقاربة أثر المعلومة عند إسقاطها من سياقها، كما استحضر أ. هشام أحداث معاصرة من المجتمع المحلي كنماذج حية، واتفق مع المتعلمين على إعادة تقييم استخدامهم للإنترنت بعد اللقاء

الخاتمة:

أثر هذه الرحلة على المتعلمين لم يكن قد قيس بعد عند كتابة هذه القصة. لكن المؤشرات الأولية تدل على تفاعل كبير واستعداد لتكرار التجربة. عبّر أ.هشام عن مدى استفادته من الإطار في تحويل لقاءات التعلم التي يصممها وييسرها من محاضرات تقدم المحتوى إلى تجارب معايشة متعلم نشطة عميقة، وأبدى سعادته بالتجاوب الكبير من المشاركين.

وفي الختام، توجه بالشكر لمجموعة سيجا على تطويرها لهذا الإطار الذي منحه وضوحًا وهيكلًا يمكنه من تصميم لقاء مؤثر وفعال، لقاء يترك أثرًا طيبًا في نفسه وفي نفس المشاركين.

Write a comment